الجمعة، 29 ديسمبر 2017

الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي

 هو هجوم نووي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، قامت الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل نووية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام. وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي الولد الصغير على مدينة هيروشيما (يوم الاثنين 27 شعبان عام 1364 هـ / الموافق 6 أغسطس عام 1945 م).[2][3] ثم تلاها إطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجازاكي في التاسع من شهر أغسطس. وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب.[4]
قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945، [5] حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي.[6] ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل.[7] وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين
وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناغازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء. حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية. كما وقعت ألمانيا [3] وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا. وجعلت التفجيرات اليابان تعتمد المباديء الثلاثة غير النووية بعد الحرب، والتي تمنع الأمة من التسلح النووي.
خلفية عامة
مشروع مانهاتن
قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة المتحدة وكندا خلال مشاريعهم السريةTube Alloys ومختبرات نهر تشوك، [12][13] بتصميم وبناء أول قنبلة نووية في إطار مشروع مانهاتن. وقام الفيزيائي الأمريكي روبرت أوبنهايمر بإدارة البحث العلمي. صُنعت قنبلة هيروشيما، وهي قنبلة ذات انشطار مُصوَّب تسمى بـ"ليتل بوي"، من اليورانيوم 235. وهونظير نادر لليورانيوم. وتم اختبار القنبلة الذرية للمرة الأولى في ترينيتي، في السادس عشر من شهر يوليو عام 1945، بالقرب من ألاموغوردو، نيو مكسيكو. يعد سلاح ال"gadget" وقنبلة ناغازاكي "فات مان" من الأنواع ذات الانشطار الداخلي، وتم صناعتهما من البلوتونيوم 239، وهو عنصر اصطناعي.[14]
اختيار الأهداف
وفي العاشر والحادي عشر من شهر مايو عام 1945، رشحت لجنة تحديد الهدف في لوس ألاموس، بقيادة روبرت أوبنهايمر، كيوتو، وهيروشيما، ويوكوهاما، وكوكورا كأهداف محتملة. واعتمد اختيار الهدف على المعايير التالية:
·         يجب أن يكون قطر الهدف أكثر من ثلاثة أميال وهدفاً مهماً في منطقة حضرية كبيرة.
·         يجب أن يؤدي الانفجار إلى أضرار فعلية.
·         أن يكون من المستبعد الهجوم على الهدف في شهر أغسطس عام 1945. "يجب على أي هدف عسكري صغير ودقيق أن يقع في منطقة كبيرة لتتعرض للأضرار الناجمة عن الانفجار، ومن أجل تجنب مخاطر الأسلحة النووية التي لا داعي لها، وفقدها نتيجة وضع القنبلة في المكان الخاطيء." [15]
لم تتأثر هذه المدن خلال الغارات الليلية وهجمات الجيش، ووافق سلاح الطيران على حذفهم من القائمة المستهدفة حتى يتم تقييم السلاح بدقة. وكانت هيروشيما توصف بأنها "مستودع عسكري هام وميناء يمكن المغادرة من خلالها في وسط منطقة صناعية حضرية. كما أنها هدف راداري مهم، وحجمها كبير بحيث سيتعرض جزء كبير من المدينة لأضرار جسيمة. وستؤدي التلال المجاورة إلى إحداث تأثير تركيزي، ومن ثم زيادة ضرر الانفجار. ولكن وجود الأنهار لا يجعلها هدفاً مثيراً للنيران." [15] كان الهدف من استخدام هذا السلاح هو إقناع اليابان للاستسلام دون شروط، وفقاً لما جاء في إعلان بوتسدام. وذكرت لجنة تحديد الأهداف أن "للعوامل النفسية أهمية كبيرة في اختيار الهدف. ومن هذه الجوانب: (1) التأثير النفسي على اليابان بقدر المستطاع، (2) وجعل الاستخدام الأولي للسلاح مثيراً، وذلك ليعترف العالم أجمع بأهميته عندما يتم إطلاقه. وفي هذا الصدد، يتمتع أهل كيوتو بدرجة عالية من الذكاء، وبالتالي هم أكثر قدرة على تقدير أهمية هذا السلاح. بينما تتمتع هيروشيما بحجمها الكبير والجبال القريبة، ومن ثم يمكن تدمير جزء كبير من المدينة. ويحظى قصر الإمبراطور في طوكيو بشهرة أكبر من أي هدف آخر، ولكنه ذات قيمة استراتيجية أقل.[15]
وخلال الحرب العالمية الثانية، كان إدوين رايشاور خبير اليابان المسئول عن مخابرات الجيش الأمريكي، ويعتقد البعض خطأً بأنه تمكن من منع الهجوم على مدينة كيوتو.[16] ففي سيرته الذاتية، دحض راشاور هذا الإدعاء المشهور قائلاً:
"...إن هنري ستيمسون، وزير الحرب آنذاك، هو الشخص الوحيد الذي يستحق التقدير لإنقاذ مدينة كيوتو من الدمار، فقد أٌعجب بمدينة كيوتو منذ عقود قليلة حيث قضى شهر العسل هناك." [17]
إنذار بوتسدام
في السادس والعشرين من شهر يوليو، أصدر ترومان وغيره من زعماء التحالف إعلان بوتسدام الذي يحدد شروط استسلام اليابان. وقد تم تقديمه بمثابة بلاغ نهائي. فإذا لم تستسلم اليابان، سيهاجم الحلفاء البلاد وسيؤدي ذلك إلى "التدمير الحتمي والكامل للقوات المسلحة اليابانية والوطن بأكمله". ولم يذكر البيان أي شيء عن القنبلة الذرية. وفي الثامن والعشرين من شهر يوليو، أعلنت الصحف اليابانية أن الحكومة قد رفضت إعلان بوتسدام. وفي ظهر ذلك اليوم، أعلن رئيس الوزراء كانتارو سوزوكي في مؤتمر صحفي أن إعلان بوتسدام عبارة عن إعادة صياغة (yakinaoshiلإعلان القاهرة، ومن ثم تجاهلته الحكومة عمداً (mokusatsu "قتله بالصمت").[18] واعتبرت الصحف اليابانية والأجنبية هذا التصريح بمثابة رفض واضح للإعلان. ولم يسعى الإمبراطور هيروهيتو لتغيير موقف الحكومة. وكان ينتظر الرد السوفياتي على النوايا اليابانية المبهمة نحو السلام.[19] وفي الحادي والثلاثين من شهر يوليو، صرح الإمبراطور لمستشاره كويتشي كيدو أنه يجب الدفاع عن الرموز الإمبراطورية اليابانية بأي ثمن.[20]
وفي مطلع شهر يوليو، أعاد ترومان النظر في استخدام القنبلة النووية أثناء ذهابه إلى مدينة بوتسدام. وفي النهاية، قرر ترومان مهاجمة اليابان باستخدام القنابل النووية. أعلن ترومان عن نيته في إصدار أوامره بشن الهجوم بحجة إنهاء هذه الحرب سريعاً عن طريق إلحاق الدمار وزرع الخوف داخل الشعب الياباني، ومن ثم إرغام البلاد على الاستسلام.[21]
هيروشيما[عدل]
هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية
كانت مدينة هيروشيما تتمتع ببعض الأهمية الصناعية والعسكرية في الوقت الذي تم تدميرها فيه. فكان هناك عدد من معسكرات الجيش، بما في ذلك مقر الشعبة الخامسة والمقر العام الثاني للجيش الخاص بالمشير شونروكو هاتا المسئول عن الدفاع عن جميع الأجزاء الجنوبية في اليابان. كما كانت هيروشيما مُزَوِّد ثانوي وقاعدة لوجستية للجيش الياباني. وكانت المدينة مركزاً للاتصالات، ونقطة تخزين، ومنطقة تجميع للقوات. وكانت المدينة واحدة من المدن اليابانية العديدة التي كانت بمنأى عن القصف الأميركي، مما جعل أهلها يستشعرون الضرر الناجم عن القنبلة الذرية بحرقة شديدة
 يقع في وسط المدينة عدة بنايات خرسانية قوية وهياكل أخف وزناً. وخارج المركز، تزدحم المنطقة بمجموعة من ورش العمل الخشبية الصغيرة التي تقع بين البيوت اليابانية. كما نجد بعض النباتات الصناعية التي تقع بالقرب من ضواحي المدينة. بُنِيَت البيوت من الخشب وكُسِيَت الأسقف بالآجر، وتم بناء كثير من المباني الصناعية على إطارات خشبية. وبالتالي، فإن المدينة بأكملها سريعة التأثر بالنيران.
وصل عدد سكان هيروشيما إلى ذروته لأكثر من 381،000 نسمة في أوائل الحرب، ولكنه انخفض باطراد قبل القصف الذري بسبب الإخلاء المنهجي الذي قامت به الحكومة اليابانية. تراوح عدد السكان في وقت الهجوم بين حوالي 340،000-350،000.[5] ويظل عدد السكان آنذاك غير مؤكداً بسبب إحراق الوثائق الرسمية.
القصف
كانت هيروشيما الهدف الأساسي للتفجير النووي في السادس من شهر أغسطس، بينما كانت كوكورا أو ناغازاكي الهدف الآخر. ولقد تم اختيار السادس من شهر لأن الغيوم قد سبق وأن حجبت الهدف. انطلق سرب الطائرات 393d B29 إينولا جاي من القاعدة الجوية الشمالية بجزيرة تينيان، غرب المحيط الأطلسي. وكان يقوده قائد المجموعة رقم 509 الكولونيل بول تيبتس. ورافق إينولا جاي (التي سميت باسم أم الكولونيل تيبتس) اثنين من الB29. قامت القاذفة الأولى وتسمى الفنان الكبير، بقيادة الرائد تشارلز دبليو سويني، بنقل المعدات؛ بالإضافة إلى طائرة أخرى سميت بعد ذلك بالشر الضروري (طائرة التصوير الضوئي)، والتي كان يقودها الكابتن جورج ماركوارت.[22]
وبعد مغادرة جزيرة تينيان، اتخذت كل طائرة طريقها على حدى إلى لايو جيما، حيث تقابلا على ارتفاع 2440 متر (8000 قدم) وانطلقا إلى اليابان.2,440 متر (8,000 قدم) وصلت الطائرة إلى الهدف، وكانت الرؤية واضحة على ارتفاع 9855 متر (32330 قدم). 9,855 متر (32,330 قدم) وأثناء الرحلة، قام الكابتن وليام بارسونز بتسليح القنبلة، حيث لم يكن تم تسليحها بعد لتقليل المخاطر أثناء الإقلاع. وأزال مساعد الكابتن، اللفتنانت الثاني موريس جيبسون، أجهزة السلامة قبل الوصول إلى الهدف بثلاثين دقيقة.[23]
كانت الطاقة المنبعثة قوية جداً بما يكفي لاختراق الملابس. إن الأجزاء السوداء في الملبس الذي يرتديه الضحية وقت وقوع الانفجار انتشرت على الجسد.
وقبل الانفجار بحوالي ساعة، اكتشف رادار الإنذار الياباني اقتراب بعض الطائرات الأمريكية من الجزء الجنوبي الياباني. وتم تنبيه البلاد، وتوقف البث الإذاعي في مدن كثيرة، من بينها مدينة هيروشيما. وقرابة الساعة الثامنة صباحاً، حدد الرادار في مدينة هيروشيما اليابانية عدد الطائرات القادمة بأنه لا يتعدى الثلاث طائرات، ومن ثم تم رفع حالة التأهب. وللحفاظ على الوقود والطائرات، قرر اليابانيون عدم اعتراض مثل هذه التجمعات الصغيرة. حذَّرت الإذاعة الناس أنه قد يكون من المستحسن الذهاب إلى ملاجئ تحميهم من الغارات الجوية إذا ما شاهدوا الطائرات B 29 تقترب، ولم يتوقعوا حدوث أي غارات حيث اعتقدوا أن الطائرات في رحلة استطلاعية فقط.
انطلقت القنبلة الساعة الثامنة والربع (بتوقيت هيروشيما) كما كان مخطط، وهي قنبلة تعمل بقوة الجاذبية تسمى "ليتل بوي"، كما أنها قنبلة ذات انشطار مُصَوَّب. وتحمل 60 كيلوجراماً (130 باوند) من اليورانيوم 235. واستغرقت القنبلة 57 ثانية لتسقط من الطائرة وتصل إلى الارتفاع الذي ستنفجر فيه، وهو حوالي 600 متر (2000 قدم) فوق المدينة.60 كيلو غرام (130 باوند)600 متر (2,000 قدم) حولت القنبلة مسارها بحوالي 800 قدم (240 متر) بسبب الرياح المتعامدة، لتسقط على عيادة شيما للجراحة بدلاً من الهدف المخطط له، وهو جسر أيوي. ونتج عن ذلك انفجار يعادل حوالي 13 كيلوطن من الTNT أوقالب:Convert/ktonTNT(54 JT). (ويعتبر سلاح اليو 235 غير فعال، حيث يتشطر 1.38 ٪ فقط من المواد المكونة له.) [24] وبلغ نصف قطر دائرة الدمار نحو ميل واحد (1.6 كم)، بالإضافة إلى الحرائق التي انتشرت في أنحاء مختلفة على مساحة 4.4 ميل مكعب تقريباً (11 كيلومتر مكعب).[25] وتشير التقديرات الأمريكية إلى تدمير 4.7 ميل مكعب (12 كيلومتر مكعب) من مساحة المدينة. بينما حدد المسؤولون اليابانيون خسارة المباني في هيروشيما بـ69 ٪، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بـ6-7 ٪ من مباني أخرى.[6]
لَقِىَ 70،000-80،000 شخص، أي حوالي 30 ٪ [26] من سكان هيروشيما، حَتْفَهٌم على الفور، وجُرِحَ 70،000 آخرون.[27] كما مات أكثر من 90 ٪ من الأطباء و93 ٪ من الممرضين في هيروشيما أو اصيبوا بجروح، حيث كان معظمهم في منطقة وسط المدينة التي تأثرت بالانفجار أكثر من أي منطقة أخرى.[28]
على الرغم من أن الولايات المتحدة قد سبق وألقت منشورات تُحذر فيها المدنيين من الغارات الجوية على اثنتى عشر مدينة يابانية أخرى، [29] لم يتم تحذير سكان هيروشيما من إسقاط القنبلة الذرية.
إدراك اليابانيين بحدوث الانفجار

هيروشيما قبل حدوث الإنفجار.
هيروشيما بعد حدوث الإنفجار.
لاحظ مشغل التحكم بطوكيو، التابع لهيئة الإذاعة اليابانية، اختفاء محطة هيروشيما. ومن ثم حاول إعادة بناء برنامجه باستخدام خط هاتفي آخر، ولكن باءت محاولته بالفشل.[33] وبعد حوالي عشرين دقيقة، أَيقن مركز تلغراف السكك الحديدية بطوكيو تَوَقُف الخط الرئيسي للتلغراف عن العمل شمال مدينة هيروشيما. وبعد توقف بعض السكك الحديدية على بعد 16 كم (10 ميل) من المدينة، جاءت تقارير غير رسمية تتحدث عن حدوث انفجار رهيب في مدينة هيروشيما. وتم نقل كل هذه التقارير إلى مقر قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الياباني الإمبراطوري.
وحاولت القواعد العسكرية مراراً الاتصال بمحطة مراقبة الجيش بمدينة هيروشيما. وأدهش ذلك الصمت التام للمدينة الرجال في المقر؛ فهم يعلمون أنه لا يوجد أي غارات من قبل العدو، ولا يوجد أي مخزون من المتفجرات في مدينة هيروشيما آنذاك. وصدرت الأوامر إلى ضابط شاب من هيئة الأركان العامة اليابانية كي يغادر فوراً إلى هيروشيما، ليهبط بالطائرة على الأرض، ويمسح المنطقة، ثم يعود إلى طوكيو ومعه معلومات موثوق بها للهيئة. فكان هناك شعور عام في المقر بأنه لم يحدث شيئاً خطيراً، وأن الانفجار لا يعد سوى شائعة سخيفة.
تَوَجًّه الضابط إلى المطار، وأَقلعت الطائرة مُتجِهة إلى جنوب غرب البلاد. وبعد الطيران لمدة ثلاث ساعات تقريباً، وقبل الوصول إلى هيروشيما بحوالي مائة ميل (160 كم)، رأي الضابط والطيار سحابة كبيرة من الدخان نتيجة سقوط القنبلة. وفي فترة ما بعد الظهر، كان ما تبقى من هيروشيما مشتعلاً. وسرعان ما وصلت طائرتهم إلي المدينة، وأخذوا يطوفون فوقها في حالة من عدم التصديق. وكان هناك قطعة كبيرة من الأرض لا تزال مشتعلة، تغطيها سحابة كبيرة من الدخان. وكان ذلك كل ما تبقى من المدينة المنكوبة. هبطت الطائرة جنوب المدينة، وقام الضابط على الفور بتنظيم وسائل الإغاثة، بعد أن أبلغ طوكيو بما شاهد.
وبحلول اليوم الثامن من شهر أغسطس عام 1945، ذكرت الصحف الأمريكية أن هناك تقارير من الإذاعة اليابانية تقوم بوصف الدمار الذي لحق بمدينة هيروشيما. "من الناحية العملية جميع الكائنات الحية، الإنسان والحيوان، وكانت حرفيا أخدودا حتى الموت ،" مذيعات الاذاعة اليابانية قال في رسالة بثها تلقتها مصادر الحلفاء.[34]
ما بعد الهجوم
وفقاً لمعظم التقديرات، أدى الانفجار إلى مقتل ما يقرب من 70،000 شخص في الحال بمدينة هيروشيما. وتشير التقديرات إلى أن مجموع الوفيات بحلول نهاية عام 1945 نتيجة الحروق، والإشعاعات، والأمراض ذات صلة، والآثار التي تفاقمت بسبب نقص الموارد الطبية، يتراوح بين 90،000 إلى 140،000 شخص.[5][35] وتشير بعض التقديرات الأخرى إلى وفاة 200،000 شخص بحلول عام 1950، بسبب السرطان وغيره من الآثار طويلة المدى.[2][8][36] بينما ذكرت دراسة أخرى أن ما يقرب من 9 ٪ من الوفيات بسبب سرطان الدم بين الناجين من القنبلة بين عام 1950 وعام 1990، نتج من الإشعاع الصادر من هذه القنابل. وتُقدر الإحصاءات وجود 89 حالة لوكيميا و339 حالة سرطانات صلبة في ذلك الوقت.[37] كما مات على الأقل أحد عشر من أسرى الحرب المعروفين جراء القصف.
أحداث 7-9 أغسطس
بعد قصف هيروشيما، أعلن الرئيس ترومان قائلاً:
إذا لم يقبلوا بشروطنا، يجب أن يتوقعوا أمطاراً من الخراب تأتيهم من الهواء، لم يراها أحدٌ من قبل على هذه الأرض.
لم ترد الحكومة اليابانية على إعلان بوتسدام بعد. كان كل من الإمبراطور هيروهيتو، والحكومة، ومجلس الحرب يبحث أربعة شروط للاستسلام: الحفاظ على الـكوكوتاي (وهو المؤسسة الإمبراطورية ونظام الحكم الوطني)، وتَوَلِّي المقر الإمبراطوري مسؤولية نزع السلاح والتسريح، ولا يجب احتلال أيٍ من الجزر اليابانية، أو كوريا، أو تايوان، ويجب معاقبة مجرمي الحرب بواسطة الحكومة اليابانية.[42]
أبلغ مولوتوف، وزير الخارجية السوفياتي، طوكيو بإنهاء الإتحاد السوفياتي للحلف الحيادي السوفيتي الياباني في الخامس من شهر إبريل. وبعد منتصف الليل بدقيقتين في التاسع من شهر أغسطس بتوقيت طوكيو، شنَّ الإتحاد السوفياتي عملية الهجوم الاستراتيجي على منشوريا باستخدام المشاة والمُدرَّعات والقوات الجوِّية. وبعد مرور أربع ساعات، علمت طوكيو بأن الإتحاد السوفيتي قد أعلن الحرب على اليابان. بدأت القيادة العليا للجيش الياباني استعداداتها لفرض الأحكام العرفية على البلاد، وذلك بدعم من وزير الحرب كوريتشيكا أنامى، من أجل وقف أي محاولة نحو السلام.
كانت مسؤولية تحديد توقيت التفجير الثاني تقع على عاتق الكولونيل تيبتس، باعتباره قائد الفرقة رقم 509 في تينيان. كان من المقرر شن الهجوم على مدينة كوكورا في الحادي عشر من شهر أغسطس، ولكن تم تقرير الهجمة قبل ذلك بيومين لتجنب فترة من الطقس السيء ستبدأ في العاشر من شهر أغسطس وتستمر لمدة خمسة أيام.[43] تم نقل ثلاث قنابل مُجَمَّعة إلى تينيان، وسميت القنابل F-31، وF-32، وF-33. وفي الثامن من شهر أغسطس، أجري الميجر تشارلز سويني بروفة في تينان مستخدماً طائرة الBockscar. استمر اختبار الF-33 وخصصت الF-31 لمهمة التاسع من شهر أغسطس.[44]
ناغازاكي[عدل]
ناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية
كانت مدينة ناغازاكي واحدة من أكبر الموانيء البحرية التي تقع جنوب اليابان. وكان لها أهمية استراتيجية كبيرة بسبب نشاطها الصناعي، حيث كانت تُنتج الذخائر، والسفن، والمًعدَّات العسكرية، والمواد الحربية الأخرى.
وعلى عكس العديد من الجوانب الحديثة في مدينة هيروشيما، كانت جميع المباني في ناغازاكي مبنيِّة على الطراز الياباني القديم، حيث تتألف من الأخشاب (مع أو بدون لاصق) والأسقف المكسوة بالآجر. كما كان العديد من المنشآت التجارية والصناعية مصنوعة من الخشب أو غيره من المواد التي لا تتحمل الانفجارات. تمكنت ناغازاكي من النمو لسنوات عديدة دون أن تخضع إلى أي خطة تقسيم; وشُيدت المساكن بِجوار المباني الصناعية. وتقع قريبة من بعضها البعض قدر المستطاع في جميع أنحاء الوادي الصناعي.
لم تتعرض ناغازاكي لقصف عنيف قبل ضربها بالأسلحة النووية. في الأول من شهر أغسطس عام 1945، سقط عدد من القنابل التقليدية شديدة الانفجار على المدينة. ضرب عدد قليل من القنابل أحواض بناء السفن ومناطق تحميل وتفريغ السفن في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، بيتما أصابت عدة قنابل مصانع ميتسوبيشي للصلب والأسلحة. كما أنهالت ست قنابل على كلية الطب بناغازاكي والمستشفى، وتعرضت المباني لثلاث ضربات مباشرة. على الرغم من أن الضرر الناجم عن هذه القنابل كان ضئيلاً نسبياً، فقد خلق ذلك قلقاً كبيراً في ناغازاكي بين كثير من الناس، وخاصة على مدارس الأطفال. وبالتالي، تم نقل الأطفال إلى المناطق الريفية من أجل سلامتهم، ومن ثم خفض عدد السكان في المدينة في وقت الهجوم النووي.
يقع في شمال ناغازاكي معسكر يحتجز أسرى حرب الكومنولث البريطاني، وكان بعضهم يعمل في مناجم الفحم، ولم يعرفوا شيئاً عن الانفجارات إلا عندما عادوا إلى السطح.
القصف
وفي صباح اليوم التاسع من شهر أغسطس عام 1945، أقلعت القاذفة الأمريكية B-29 Bockscar بقيادة الميجور تشارلز دبليو سويني، وهي تحمل القنبلة النووية التي اطلق عليها اسم "الرجل البدين"، متجهة إلى [[كوكورا{/0 باعتبارها الهدف الرئيسي، ثم إلى {0}ناغازاكي]] باعتبارها الهدف الثانوي. كانت خطة القيام بالهجوم الثاني مطابقة تقريباً لهجوم هيروشيما. تكوَّن السرب من طائرتين B-29 انطلقوا قبل الهجوم بساعة لاسكشاف الطقس، واثنتين إضافيتان بقيادة سويني لحمل آلات التصوير وتقديم الدعم للبعثة. طار سويني بالقنبلة التي تم تسليحها، ولكنه لم يزيل مقباس السلامة.[45]
أَقَرَّ المراقبون الجوِّيُون بأن كلا الهدفين واضحين. وعندما وصل سويني إلى نقطة التجمع قبالة ساحل اليابان، فشلت الطائرة الثالثة Big Stink في اللحاق بهم. وكان يقودها رئيس العمليات اللفتنانت كولونيل جيمس هوبكنز الابن. وظلت الطائرة Bockscar وطائرة الأجهزة تحلقان لمدة أربعين دقيقة من دون تحديد مكان هوبكنز. وبما أنهم تأخروا لمدة 30 دقيقة عن الموعد المقرر، قرر سويني الطيران بدون هوبكنز.[45]

وعندما وصلوا إلى Kokura متأخرىن بنصف ساعة، كان هناك سح 70 ٪ من الغطاء السحابي كانت تحجب المدينة، والتي تحظر الهجوم البصرية اللازمة من أوامر. وبعد القيام بثلاث جولات فوق سماء المدينة، بدأ الوقود ينفذ بسبب فشل نقل الطائرة على الخزان الاحتياطي قبل الإقلاع. ومن ثم اتخذت الطائرات طريقها إلى الهدف الثانوي، ناغازاكي.[45] أشارت حسابات استهلاك الوقود إلى أن الطائرة Bockscar ليس لديها وقود يكفي للوصول إلى ايو جيما، وسوف تضطر إلى تحويل إلى اوكيناوا. قررت المجموعة مبدئياً حَمْل القنبلة إلى أوكيناوا والتخلص منها في المحيط إذا لزم الأمر، إذا كان هناك سحب تحجب رؤية ناغازاكي عند الوصول إليها. ثم قرر القائد البحري فريدريك آشوورث استخدام الرادار إذا كان الهدف غير واضح.[46]
وفي حوالي الساعة 07:50 بتوقيت اليابان، كان هناك حالة تأهب للغارة الجوية على ناغازاكي، ولكن تم إعطاء الإشارة الواضحة في الساعة 08:30. وعندما اِكْتُشِفَت القاذفتين B-29 في الساعة 10:53، اِعْتَقَدَ اليابانيون بأن الطائرتين يَقُمْنَ برحلة استطلاعية، ومن ثم توقف نداء الخطر.
وبعد مرور بضع دقائق، وفي تمام الساعة 11:00، أسقطت الطائرة The Great Artiste من طراز B-29 بقيادة الكابتن فريدريك بوك، صكوك معلقة على ثلاث مظلات. تحتوي هذه الصكوك على رسالة غير موقعة للبروفيسور ريوكيتشي ساجاني، عالم الفيزياء النووية بجامعة طوكيو الذي درس مع ثلاثة من العلماء المسؤولين عن القنبلة الذرية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. تَحُث تلك الرسالة البروفيسور أن يُعَرِّف الشعب بالمخاطر الكامنة في استخدام أسلحة الدمار الشامل هذه. عثرت السلطات العسكرية على تلك الرسائل، ولم يتم تسليمها إلى ساجاني إلى بعد مرور شهر.[47] وفي عام 1949، تقابل أحد كتَّاب هذه الرسالة، لويس الفاريز، مع ساجاني، 

وفي الساعة 11:01، تمكن الكابتن كيرميت بيهان من رؤية الهدف في آخر دقيقة من انكسار السحب فوق ناغازاكي.سقط "الرجل البدين"، الذي يحتوي على 6.4 كيلوغرام (14.1 باوند) من البلوتونيوم 239، على الوادي الصناعي بالمدينة. وبعد مرور ثلاثة وأربعين ثانية، انفجرت القنبلة على ارتفاع 469 متر (1،540 قدم) فوق سطح الأرض، تحديداً في منتصف المسافة بين شركة ميتسوبيشي للصلب والأسلحة في الجنوب ومصنع ميتسوبيشي Urakami للذخائر (التوربيدو) في الشمال. وكان ذلك على بعد 3 كيلومتر (2 ميل) تقريباً شمال غرب المركز المخطط؛ اقتصر الانفجار على وادي أوراكامي، بينما حمت التلال جزء كبير من المدينة.[49] ووصلت قوة الانفجار إلى ما يعادل 21 كيلوطن من الTNT وهو ما يعادل قالب:Convert/ktonTNT [بحاجة لمصدر](88 TJ). وقُدِّرَت الطاقة الحرارية التي ولَّدَها الانفجار بـ3،900 درجة مئوية (4،200 كلفن، 7،000 درجة فهرنهايت)، بينما بلغت قوة الرياح إلى 1005 كم/ساعة (624 ميل في الساعة).
تراوح عدد الوفيات المباشرة بين 40،000 و75،000 شخص.[50][51][52] ووصل إجمالي عدد الوفيات بنهاية عام 1945 80،000 شخص.[5] مات ما لا يقل عن ثمانية من أسرى الحرب من جراء القصف، بالإضافة إلى مصرع ثلاثة عشر أسير آخرون:
·         لقي سبعة أسرى هولنديون (اثنين من الأسماء المعروفة[58] حتفهم في القصف.
·         سُجِّل موت ما لا يقل عن اثنين من الأسرى بعد الحرب بسبب السرطان، ويُعْتَقَد أن يكون ذلك نتيجة القنبلة الذرية.[59] بلغ نصف قطر دائرة الدمار حوالي ميل (1-2 كم)، يليها حرائق منتشرة في الجزء الشمالي من المدينة على بعد ميلين (3 كم) من جنوب القنبلة.[60][61]
هرب عدد مجهول من الناجين من قصف هيروشيما إلى ناغازاكي، حيث تعرضوا للقصف مرة أخرى.[62][63]
وتم تدمير مصنع ميتسوبيشي - أوراكامي للذخائر أثناء القصف. وكان ذلك المصنع ينتج الطوربيدات 91 التي هاجمت ميناء بيرل.[64]
توقعت الولايات المتحدة استخدام قنبلة نووية أخرى في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين في شهر سبتمبر، وثلاثة قنابل إضافية في شهر أكتوبر.[65] وفي العاشر من شهر أغسطس، أرسل الجنرال ليسلي غروفز، المدير العسكري لمشروع مانهاتن، مذكرة إلى الفريق أول جورج مارشيل، رئيس أركان الجيش، حيث كتب فيها: "ينبغي أن تكون القنبلة القادمة جاهزة للتسليم في أول فرصة يكون فيها الطقس مناسباً، بعد السابع عشر أو الثامن عشر من شهر أغسطس." وفي نفس اليوم، وَقَّع مارشال على المُذكِّرة مُعَلِّقًا: "لن يتم إطلاقها على اليابان إلا بإذن صريح من الرئيس." [65] وكان هناك بالفعل مناقشات في وزارة الحرب حول حفظ القنابل قيد الإنتاج حتى بداية الغزو المتوقع لليابان. "على فرض بأن اليابان لن تستسلم، فإن المشكلة الآن [أغسطس 13] تكمن في إما مواصلة إسقاط القنابل واحدة واحدة، أو إطلاقهم جميعاٌ في وقت قصير. لن نطلقهم جميعاً في يوم واحد، ولكن خلال فترة قصيرة. ويجب أيضاً أخذ الهدف الذي نسعى إليه في الاعتبار. ألا ينبغي علينا التركيز على الأهداف التي ستساعدنا على الغزو بقدر كبير، بدلاً من الصناعة، ورفع المعنويات، وعلم النفس، وما شابه؟ فاستخدام التكتيك خيرٌ من أي وسيلة أخرى.[65]

 

التجارب النووية في رقان

هي سلسلة من التجارب النووية على الهواء الطلق التي قامت بها فرنسا في منطقة رقان حيث قامت بتفجير عدة قنابل نووية متعددة الأنواع هذه السلسلة من التفجيرات تابعة لبرنامج كبير للتجارب النووية الفرنسية التي بداته في الصحراء الجزائرية و اكملته في مستعمراتها في المحيط الهادي
في يوم الانفجار الموافق لتاريخ 13 فيفري 1960 أحس السكان بزلزال كبير متبوع بغبار كثيف مع وميض ضوئي يمكن رؤيته من كرزاز (بشار) على بعد 650 كلم من حمودية -كما قال الرقاني-.
في ذلك اليوم سجلت فرنسا دخولها المدوي إلى نادي القوى النووية مخلفة وراءها بالحمودية نفايات نووية ملقاة فوق الأرض التي لا زالت بعد نصف قرن تخلف ضحايا لها.[1]
الذي كان متبوعا بثلاثة تفجيرات جوية و13 تفجيرا أرضيا ب»إن أكر« الواقعة بمنطقة بتمنراست، تجارب نووية شاءت فرنسا أن تجعل من صحراء الجزائر مسرحا طويلا وعريضا لها، مفتوحا على الهواء،

تقارير سرية: تعريض 150 أسير جزائري لأول تفجير نووي برقان

تكشف الأستاذة بن براهم التي تشارك في إحياء الذكرى الواحد والخمسين برقان، لأول تفجير نووي بصحراء الجزائر، عن استغلال بشع من طرف المستعمر الفرنسي للأرواح البشرية التي استعملتها كفئران تجارب بهدف معرفة مدى تأثير الإشعاعات النووية على الجنس البشري، وفي هذا السياق، تؤكد اقتياد 150 أسير جزائري كانوا متواجدين بكل من سجن سيدي بلعباس ومعسكر بوسويه في منطقة الغرب الجزائري، وبشهادة العسكري الذي نقلهم إلى رقان وقال غنه لم يقم بإعادتهم إلى السجون التي أخرجوا منها أول مرة[2]
التفجيرات النووية المقدرة ب 210 تجربة أجرتها فرنسا ما بين سنة 1960 و1996.

أول انفجار

أكد عمار منصوري الباحث في مركز الأبحاث النووية في العاصمة الجزائرية أن 12 تجربة من الـ 13 تسببت في تسرب إشعاعي وأربعة حوادث، مقارنا تجربة الأول من مايو/ أيار 1962 بحادث تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا العام 1986.
وقال إن «تجربة أخفقت في الأول من مايو 1962 ولم تكن محمية بما فيه الكفاية فأثار الانفجار سحابة إشعاعية بلغت ارتفاع 2600 متر لوثت الموقع ومن كان فيه وعدة مناطق أخرى».
كان ميشال دوسوبري (69 سنة) يومها ضمن مجموعة من تسعة عسكريين موجودين على بعد بعضة كيلومترات من الجبل.
وروى دوسوبري «كنت أمام الجبل عند وقوع الانفجار. لقد كان مروعا. اهتزت الأرض تحت أقدامنا وأصبنا بإشعاع سحابة إشعاعية بلغ ارتفاعها 2600 متر».[3]
أجرت فرنسا 17 تجربة نووية خلال 6 سنوات حتى عام 1966، وذلك في الصحراء الكبرى في الجزائر التي كانت مستعمرة فرنسية، ولم تصدر فرنسا سوى معلومات بسيطة عن تجاربها، كما أفادت وثيقة حصلت عليها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK.

حجم الانفجار

حمل أول تفجير نووي فرنسي بمنطقة الحمودية برقان اسم "اليربوع الأزرق" وكانت طاقة تفجيره 60 كيلوطن، أي ما يعادل 70 مرة قنبلة هيروشيما اليابانية، بحسب صحيفة الشعب الجزائرية.[4]

ضحايا ما بعد الانفجار

مضت واحدة وخمسون سنة على التفجيرات والتجارب النووية الفرنسية التي ما تزال تخلف ضحايا في الجنوب الجزائري الشاسع من بين السكان الشباب الذين يعانون من مشكلتين وهما: تجاهل القوة الاستعمارية القديمة تماما لهم وتأثيرات الإشعاع. عائلة عبلة التي تعيش في منزل من الطوب في قصر “تاعرابت” وهو القصر الذي عانى أكثر من تأثيرات الإشعاع الناجم عن التفجيرات والتجارب النووية (التي تبعد عن رقان ب2 كلم والواقعة على بعد 60 كلم من حمودية وهو مكان أول تجربة يوم 13 فبراير 1960) مثل حي عن التأثيرات الوخيمة لهذه المجزرة التي أطلق عليها اسم “اليربوع الأزرق”. لهذه العائلة ثلاث بنات صم بكم ويبدو أنهن لا يعرفن ما حدث لهن وقد فرحن بزيارة فريق وأج اعتقادا منهن أن ظهور أشخاص أجانب سيغير حياتهن. التأثيرات لدى زهرة أصغرهن والبالغة 9 سنوات من العمر ليست واضحة فحسب بل مخيفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق