الجمعة، 29 ديسمبر 2017

بحث حول عوامل النهضة العربية ومظاهرها وأهم أعلامها.

بحث حول عوامل النهضة العربية ومظاهرها وأهم أعلامها.

عوامل النهضة العربية ومظاهرها وأهم أعلامها.
مقدمة:
منذ سقوط بغداد على يد التتار والأدب العربي يشهد تراجعا حثيث الخطى على مدى الأحقاب المتتابعة حتى انطفأت شعلته وبهت بريقه إلا من وميض خافت ينبعث من حين إلى أخر من بين الظلام الدامس الذي عم الحياة الأدبية بفنونها المختلفة ولكن البعض أفاقوا وأرادوا إيجاد حل لهذا الإشكال الذي مس حياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية فكانت عوامل النمو الأدبي في البلاد العربية كثيرة، منها ما ابتكر بها والآخر استمد من ثقافات وحضارات أخرى أجنبية وهذا ما يعرف بالنهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. 
01/ لمحة أدبية عن العصر الحديث:
تطرأ على حياة الأمم تغيرات تنقلها من حال إلى حال، فإذا كان هذا التغير من سيئ إلى حسن ومن ضعف إلى قوة سمي ذلك نهضة، وعكسه الانحطاط، فما أصاب الأمة الإِسلامية ومنها الشعوب العربية من تأخر أرهق حياتها وأضعف مصادر الفكر فيها، وبخاصة في ميدان الأدب.
(
أ)- حالة البلاد العربية في مطلع العصر الحديث:

إن سوء الأحوال السياسية قبل العصور الحديث في ربوع البلاد العربية – وبالأخص مصر- كان بسبب، الفوضى التي صاحبت الحياة الاجتماعية والسياسية أثناء حكم المماليك والباشا التركي وقد انعكست هذه الفوضى بشكل واضح على الأدب شعره ونثره.
وسبب ذلك أن الحكام لم يكونوا ممن يتذوقون الشعر ولا يشجعون عليه ولذلك انصرف الشعراء إلى أمور أخرى تمكنهم من الرزق. كان الشعراء قلة وكانوا شعراء شعب لا شعراء بلاط أو ديوان وندر الموجودون منهم وانحط الذوق الأدبي بسبب انتشار الألفاظ التركية في ثنايا اللغة العربية ولا سيما العامية... لأن اللغة الرسمية في ذلك الوقت كانت تركية، وقد انتشر الكثير من ألفاظها فحرص الشعراء على تجويد ألفاظهم وتنميق عباراتهم حتى أصبح شعرهم عبارة عن حلى لفظية خالية تنعدم فيها القيم الفنية والجمالية.
وعلى العموم يمكن القول أن أدب هذه المرحلة قد اتسم بالضعف والتخاذل باستثناء بعض ما كان من النصوص الشعرية لشعراء المدرستين المشهورتين في ذلك الوقت هما المدرسة البكرية والمدرسة العلوية. أما المدرسة البكرية، فهي نسبة إلى أبي بكر الصديق ومن تعلق به في حين أن المدرسة العلوية تنتهي إلى علي بن أبي طالب وأتباعه وكلاهما أكثر من تناول موضوعات التصوف والمديح النبوي والتفاخر بالأنساب وسير السلف.
أغراض وموضوعات الأدب عامة والشعر منه بالخصوص –في تلك المرحلة- تتمثل في تصوير البيئة المصرية وما أصابها من انحطاط وتخلف اجتماعي وفكري جراء انصراف الحكام عن الانشغال بالشعب وبمشاكله وبالانغماس في ترف الحياة وملذاتها. وقد استغل بعض الدخلاء هذا الفراغ السياسي الرهيب فراحوا باسم الدين والتصوف يوظفون الخرافات الأباطيل والسحر لخداع العامة ونتج عن هذه الأوضاع ركود تام للحركة الأدبية زمنا طويلا تجمدت خلاله القرائح الحية وبقي الشرق بعد الحروب الصليبية مغلقا على نفسه يسير في ظلمة دامسة من الجهل والفقر الثقافي وقد أطلق عليها النقاد الفترة المظلمة وتبدأ من سقوط بغداد في غزو هولاكو سنة 1258م كما يتفق جميع الدارسين وتنتهي بدخول نابليون مصر 1798م.
استمرت الفترة حوالي ستة قرون ولا شك أنها كانت مظلمة من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وان الشعر العربي تراجع في هذه الفترة المظلمة عما كان عليه سابقا وكان شعر هذه المرحلة يسير في اتجاه الصنعة الفنية إلى حدها الأقصى الذي أوصل إلى الانحطاط. 

(
ب)- مصادر النهضة العربية:

1
- احتكاك الشرق بالغرب:
كانت المصادر الأساسية للنهضة العربية هي الغرب وهذا ناتج عن احتكاك الدول العربية بالأخرى الغربية:
*
احتكاك لبنان بالغرب:
ظهر هذا الاحتكاك بنوع خاص في القرن 16 وما يليه وهذا بتشجيع حركة البعثات الأوربية إلى الشرق وفتح مدارس بها إلى جانب المدارس القديمة كمدرسة "عين ورقة" التي تعد أم المدارس الوطنية في هذه البلاد إلى جانب مدرسة أخرى أسسها المعلم بطرس البستاني سنة 1863
*
احتكاك مصر بالغرب:
بعد الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 والتي أسندت إلى نابليون الذي أعد الحملة فأيقظ هذا الاحتلال مصر من سباتها العميق، ولا سيما أن نابليون قد ضم إلى حملته كثيرا من العلماء وأهل العقل والصناعة وأنشئوا في القاهرة مدرستين لتعليم أبناء الفرنسيين المولودين بمصر وأنشئوا مجمعا علميا على غرار المجمع العلمي الفرنسي وأصدروا صحيفتين باللغة الفرنسية هما "بريد مصر" وهي تعد لسان حال الحملة وصحيفة "العشارة المصرية" وهي لسان حال المجمع العلمي.
2
- الإستشراق:
أطلق الإستشراق على فئة من علماء الغرب، تخصصوا في دراسة لغة الشرق وعلومه وتاريخه وتراثه، ومر الإستشراق بمراحل ثلاثة:
-
مرحلة دراسة اللغة العربية وأدبها وفكرها وذلك منذ القرن العاشر الميلادي وقبل عصر النهضة.
-
والمرحلة الثانية ظهرت فيها أغراض المستشرقين من أهداف استعمارية وأخرى دينية تبشيرية فجندت لذلك مدارس تعلم اللغة العربية لتفهم عقلية أهلها فيسهل عليهم استعمار بلادهم.
-
وفي المرحلة الثالثة تيقظ الشرق لأهداف المستشرقين الاستعمارية والدينية وتصدى علماء العرب لهم فحولوا اتجاههم لخدمة البحوث الفكرية وخدمة العلم والتاريخ والفكر الإنساني. 
فقد كان للمستشرقين مجالات مختلفة ينشرون فيها بحوثهم ووسائل كثير لنشر نشاطهم وإنتاجهم العلمي وهي:
-
الجمعيات ومعاهد الإستشراق التي جمعوا فيها ذخائر التراث الشرقي
-
خزائن المحفوظات بالمكتبات الغربية التي نشرت بحوثهم ومنها: الجمعية الأسيوية بباريس 1820م والجمعية الملكية الآسيوية بلندن 1723م ومراكز الإستشراق في مدريد وروما وموسكو وصقلية وغيرها في المؤتمرات التي كان يعقدها المستشرقون حيث يلتقي فيها العلماء من شتى
أنحاء العالم كما حدث في مؤتمر باريس سنة 1873م وفي آخر المؤتمرات في أمريكا من المؤتمر السابع والعشرين سنة 1967م
ومن المستشرقين: بروكلمان وليتمان من ألمانيا، مرجليوث وجب من إنجلترا، دي ساس وماسنيون من فرنسا وغيرهم كثيرون من مختلف بلاد أوربا.

(
جـ)- عوامل النهضة الأدبية في العصر الحديث:
1
- الصحافة:
تعد الصحافة من أهم العوامل التي ساعدت على نمو الأدب وارتقائه ذلك أنها الميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم، كذلك ما للصحيفة من رواج لأسباب أهمها رخص الثمن، ونحو ذلك، لهذا كانت الصحافة من أهم العوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب ولقد عرفت الصحافة- أول ما عرفت في البلاد العربية- في مصر حين أصدر محمد علي صحيفة " الوقائع المصرية "، وكانت تهتم فيِ بداية حياتها بأحوال المجتمع تاريخاً وأدباً، بعد ذلك صدرت صحيفة " الأخبار " في لبنان، وكانت حكوميةً، ولم يكن لها اهتمام بأحوال المجتمع العربي. وفي تونس صدرت " الرائد " التونسية وكانت حكومية أيضاً وكان إسهام هذه الصحف في الحياة الأدبية ضئيلاً ومتفاوتاً. ثم بدأت تصدر بعض الصحف الخاصة مثل " مرآة الأحوال " التي أصدرها في الآستانة (رزق حسونة) وفي الأستانة أيضا أصدر (أحمد فارس الشدياق) صحيفته الأسبوعية " الجوائب "، وبدأت هذه الصحف تهتم بأحوال المجتمع، وبخاصة في الأدب واللغة والاجتماع.
ونظراً لسوء الأحوال في الشام، وحدوث بعض الاضطرابات فقد اتجه بعض المثقفين إلى مصر، وبها أصدروا صحفهم مثل "الكوكب الشرقي " و" الأهرام " و"الوطن ". ولأن أرباب هذه الصحف من النصارى لم يكن لها شأن في ميدان الإِسلام حتى صدرت بعض الصحف والمجلات التي اهتمت بشؤون الإسلام والمسلمين مثل " نور الإِسلام " و " المنار "، و " الهدي النبوي " ومجلة " الأزهر ". أما أهم تلك الصحف والمجلات في ميدان الأدب: فـ " الرسالة " و " الثقافة " و " الأزهر" و " الهلال ".
2
- المدارس والجامعات:
جاء العصر الحديث والعالم العربي كله يعيش في جانب التدريس على ما تقدمه له المدارس البدائية [الكتاتيب]، ثم حِلقَ الدرس مع العلماء.
-
فأما الكتاتيب فكانت تدرب على القراءة والكتابة وبخاصة قراءة القرآن الكريم وحفظه، وما تقدمه من مبادئ يسيرة في الخط والإِملاء والحساب ونحو ذلك.
-
وأما حلق الدرس فتلك التي كان يجلس فيها العلماء لطلاب العلم في المساجد وبيوت العلم، وأهم تلك الحلق ما كان في الجامع الأزهر بمصر، وجامع بني أمية في دمشق، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القرويين بفاس، والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى، وجامع بغداد والجامع الأحمدي بطنطا، وغيرها.
فقد ازدهر التعليم في الأزهر ولكن على النظام القديم، حتى عمل بعض شيوخه على تنظيم الدراسة فيه، فأفضت جهودهم إلى وضع أنظمة حديثة للتعليم في الأزهر، وصار يتكون من ثلاث مراحل. ابتدائي، وثانوي، وعاليٍ وقسم التعليم العالي إلى ثلاث كليات: كلية اللغة العربية، وكلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وأهم أولئك الرجال الذين عملوا على إصلاح الأزهر الشيخ محمد عبده.
ثم دخل العالم العربي عصر الجامعات، فأنشأت مصر جامعة الملك فؤاد [جامعة القاهرة]، ثم تتابع فيها إنشاء الجامعات في باقي المحافظات المصرية،وأنشئت جامعة دمشق بعد ذلك بزمن، ثم تتابع إنشاء الجامعات في العالم العربي، كما انتشرت المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والمعاهد المختلفة، في المدن والقرى في جميع البلدان.
3-
المطابع:
ظهرت المطابع في الغرب في شكل بدائي قبل ما ينيف على خمسة قرون وأخذت في التطور فاستفاد منها الغربيون فوائد جمة. ولم تعرف البلاد العربية المطابع إلا مع الحملة الفرنسية التي دخلت مصر سنة 1213 هـ حيث أحضرت معها مطبعة تطبع بحروف عربية وأخرى فرنسية. واستولى (محمد علي) على تلك المطبعة، أو اشتراها ثم عمل على تطويرها فاستقدم لها أحدث الأجهزة والحروف، وعني بعملها وسميت المطبعة الأميرية. واختار من العلماء مشرفين عليها وموجهين للعمل فيها، فطبعت كثيراً من أمهات الكتب مثل كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه، ومقدمهَ تاريخ ابن خلدون، وكثيراً من أمهات الكتب في التفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ وغير ذلك، ولم تزل تتطور حتى ضمت إلى دار الكتب. وأنشأ النصارى في الشام بعض المطابع، فعنوا فيها بكتب دينهم وبعض كتب الأدب واللغة، وأخذت المطابع تتطور وتنمو في البلاد العربية كلها جمعاء، لكن كانت لبنان هي المتقدمة في هذا الميدان حتى أرهقَتها الحروب الأهلية والغزو اليهودي، فأحرقت وخربت كثير من المطابع، الأمر الذي ترك أثراً واضحاً جلياً في تجارة الكتب.
4-
الكتب:
جاء العصر الحديث والكتب العربية موزعهَ في خزائن الكتب في المساجد وبيوت العلماء ومحبي جمع الكتب، وكانت الدولة التركية قد نقلت كثيرا مما حوته خزائن الكتب في المساجد وغيرها.
وقد تم لَمَّ شتات الكتب برغبة (الخديوي) الذي كان قد كون مكتبة جيدة في منزله. وقد نتج عن اهتمام الكثيرين بالكتب أن برزت دار الكتب المصرية التي افتتحت وجمع فيها ما تفرق من الكتب في خزائن المساجد وبيوت العلماء، وأخذت تنمو بالشراء والهبة والطبع حتى تجاوزت محتوياتها في مراكزها الثلاثة أكثر من مليون ونصف كتاب 
وإلى جانب دار الكتب كانت مكتبة الأزهر التي تقدمت في التفسير والحديث على دار الكتب وغيرها من المكتبات العربية. وعمدت كل دولة عربية إلى إنشاء دار كتب، ثم اتسع نطاق المكتبات العامة، فصار في كل جامعة مكتبة مركزية وفي كل كلية وكل معهد بل وكل مدرسة مكتبة. ذلك أن المكتبات تعد مصدر الغذاء العقلي، فالاهتمام بها والمحافظة عليها وعلى محتوياتها واجب. وذلك من أجل توفي الغذاء الفكري لعامة الناس وخاصتهم.
5
- الترجمة:
بدأت الترجمة الحديثة في العالم العربي في عهد ( محمد علي ) ذلك أنه حرص على إيصال علوم الغرب إلى فكر أبناء أمته وذلك ليتمكنوا من استيعاب العلومِ التي شاعت في الغرب، وقد ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الطب والهندسة وشتى العلوم، مثل " روح الاجتماع " و " جوامع الكلم " ونحوها واتصلت الترجمة وأخذت تتسع في كل مكان وبدأت في عهد (إسماعيل) ترجمة الكتب الأدبية وبخاصة القصص والروايات. وكان للمنفلوطي إسهام جيد في تلك المترجمات لأنه كان يكل ترجمة بعض الأعمال إلى بعض رفقائه ثم يصوغها صوغاً عربياً جميلاً من ذلك " ماجدولين " و " الفضيله " و " الشاعر " و " في سبيل التاج ". وأقبل الناس على الترجمة من الإنجليزية، ثم كثر المترجمون حتى إن الكتاب الجيد يترجم أكثر من مرة مثل "ماجدولين" و "البؤساء"
6- المعاجم والمجامع اللغوية:
حين بدأت الترجمة في عهد ظهرت بعض المشكلات أهمها الحاجة إلى ألفاظ بديلة لما لم يوجد له مقابل بين أيدي المترجمين، ولهذا ظهرت معاجم كثيرة عربية وإنجليزية، أو عربية وفرنسية، أو عربية وإيطالية، وقد يجمع المعجم الواحد أكثر من لغتين غير أن كُتّاب هذه المعاجم كانت تقوم أمامهم صعوبات إذا لم يجدوا اللفظ المقابل بين أيديهم، ولذلك نشأت الحاجة إلى مجامع لغوية تتولى وضع ألفاظ ومصطلحات بطرق سليمة، كالاشتقاق، والنحت، أو تعريب اللفظة بعد إخضاع لفظها للسان العربي بالنقص، أو الزيادة، أو التحريف، فجرت محاولات في مصر لإنشاء مجمع اللغة العربية أكثر من مرة إلا أنه، لا يكاد ينهض حتى يكبو. إلى أن تنبهت الحكومة المصرية فأصدرت قرارها سنة 1351 هـ بإنشاء مجمع اللغة العربية الذي مازال قائماً حتى الآن، ولكي تضمن الحكومة المصرية نجاحه عمدت إلى تطعيمه بالمختصين في العلوم المختلفة، وجعلت من أعضائه بعض المستشرقين، كما فتحت الباب لِإسهام الدول العربية بعضو من كل دولة. ثم أنْشئ المجمع العلمي بدمشق، ثم المجمع العلمي ببغداد، وفي زمن متأخر أنشأت الأردن مجمعا وأصدر كل مجمع مجلة، ووضعت مصطلحات، لبعض الكلمات الأجنبية مثل الدراجة (اللبسكلته) والبهو (للصالون) والمعطف (للبالطو.(
خاتمة :
أردنا أن نجعل من هذه الاضبارة وسيلة عمل ممتعة و ناجعة في آن واحد ، نأمل أن نفيد بها و نستفيد و لو بالقليل بالتعرف على عوامل النهضة العربية و الأدبية و مظاهرها وأهم أعلامها،ولكون هذا العمل إنجازا بشريا فإنّه لا يخلو من النقائص ، وعليه فإننا نتقبل بكل اهتمام انتقادات زملائنا و أستاذنا الفاضل ، التي تهدف إلى إثراء و تحسين مشروعنا هذا و المشاريع القادمة إنشاء الله ، وهم مشكرون مسبقا على ذلك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق