الجمعة، 29 ديسمبر 2017

النظريات و المبادئ الاجتماعية التي صاغها ابن خلدون

النظريات و المبادئ الاجتماعية التي صاغها ابن خلدون


النظريات و المبادئ التي صاغها ابن خلدون ستناقش مفصلة من خلال :
1. المجتمع .
2. الجغرافيا .
3. التغير الاجتماعي .
4. الاجتماع السياسي .
5. الاقتصاد الاجتماعي .
6. المنهج الاجتماعي .
كل مناقشة للنظرية و المبادئ التي صيغت من قبل ابن خلدون ستقارن مع نظرية ومبادئ مماثلة لها صيغت من قبل الحضارة الغربية فيما بعد .
المنظرين الغربيين هم كونت , دوركايم , ماركس , سبنسر , فيبر بالإضافة إلى منظرين آخرين مناسبين لهذه المناقشة.

المجتمع
ابن خلدون أوضح أن الظواهر الاجتماعية تظهر للضرورة الطبيعية و ليست مهيمنة كالظواهر الطبيعية و أن الظواهر الاجتماعية لا تتأثر بالظواهر الطبيعية فحسب بل تتأثر كذلك بظواهر اجتماعية من بيئتها .
إذا بدا ابن خلدون في هذا الصدد في دراسة العوامل التي ترجع إلى نشأة الحياة الاجتماعية وهي في نظرة ثلاثة عوامل :
الضرورة : ضرورة اقتصادية لان الفردي لا يستطيع أن يحصل على حاجاته إلا بالإنتاج .
ضرورة دفاعية لان الصراع الدائم بين البشر و الحيوانات أدى إلى الاجتماع و التعاون .
شعور فطري :فالإنسان مزود بشعور فطري تلقائي يدفعه إلى الاستئناس بأخيه الإنسان .
ميل الفرد و رغبته الخاصة في تحقيق فكرة الجمعية من اجل دفع عدوان الناس بعضهم عن بعض .
ومتى نشأ المجتمع على هذه الصورة يكون مسرحا لطائفتين من الظواهر.

الظواهر الطبيعية و المجتمع لا يخلقها و لا ينشئها ولكنه يجدها مستقلة عنه بطبيعتها فتؤثر فيه و يؤثر فيها و يخضع لنتائجها و يكيف نفسه تبعا لمؤثراتها و يرجع أهم هذه الظواهر إلى الوسط الطبيعي الذي يحيط بالمجتمع من بيئة وعوامل مناخيه
الظواهر الاجتماعية والمجتمع بصدد هذه الظواهر يوجدها وينشئها وقد فطن ابن خلدون إلى أن هذه الظواهر لا توجد منفصلة بل تكون كل متماسك الأجزاء وهي على أنواع منها الظواهر السياسية والاقتصادية و الأخلاقية و التربوية.
وكان ابن خلدون يرى أن الظواهر الاجتماعية لا تتأثر بالظواهر الطبيعية فحسب بل تتأثر كذلك بظواهر اجتماعيه من بيئتها .
بعد أكثر من سنة أوجست كونت ذكر أن الظواهر الاجتماعية ظواهر طبيعيه وبأنها تخضع لبعض القوانين الطبيعية.
النظام الاجتماعي يدار بالجماعات ولا يمكن أن يكون حسب أهواء الإفراد.
بعدها بحوالي 500 سنه اميل دوركايم عندما افترض أن التجمع الإنساني لا يوجد منفصلا  (بمعنى أنها تنشا بوحي من العقل الجمعي).
كان يدرس الظواهر الاجتماعية في حالة استقرارها وتطورها .
كونت بعد 400 سنه وماكس فيبر بعد 500 سنه ذكروا أن مظاهر الحياة الاجتماعية يتضامن مع بعضها البعض وتسير أعمال كل منها منسجمة مع أعمال ما عداها وهي دراسة
(الاستاتيكه الاجتماعية,والديناميكا الاجتماعية)
الظواهر الاجتماعية المتشابه تظهر في مجتمعات متشابها ويرجع ذلك إلى الاختلافات في المجتمعات واختلاف الزمن (بمعنى أن الظاهرة الاجتماعية نسبيه تتأثر بأثر المكان والزمان).
كارل ماركس بعد 450 سنه ذكر الظواهر الاجتماعية المتشابهة تظهر في مجتمعات لديها نفس الخصائص .
المجتمع في النهاية يموت وقد تحصل بعض الأحداث تؤخر هذا الموت.
بعد حوالي 450 سنه هربرت سبنسر في انجلترا ذكر كل  المجتمعات تموت.
أن القوانين التي تصدر من السلوك الإنساني هي إنسانيه وليست بيولوجيه أو نفسيه .
بعد 450 سنه كونت ذكر نفس ما ذكره ابن خلدون .
نظريه العصبية من أهم النظريات التي وضعها ابن خلدون والتي ترجمت إلى العصبية البشرية لجماعه من الناس يمثلون جماعه )   أي العصبية القبلية (.

ابن خلدون اعتبر العصبية القبلية قاعدة تقود إلى تشكل المجتمع .
بعد حوالي 500 سنه دوركايم توصل إلى هذه النتيجة .



من أكثر المسببات التي تؤدي إلى القبلية هو الدين ,قوة العصبية والدعوة الدينية علاقة وثيقة ويقول ابن خلدون أن الدعوة الدينية بدون عصبيه لا تتم.
في منتصف القرن التاسع عشر ذكر كونت فرضية مشابهه .
النظريات الاجتماعية التي تشكلت في علم الاجتماع الحديث والنظريات التي شكلها ابن خلدون في أواخر ربع القرن الرابع عشر نفس النظريات فهي لم تشكلها المدارس الغربية إلا بعد القرن التاسع عشر والعشرين .

الجغرافيا:
ابن خلدون ذكر أن للبيئة والتضاريس والمناخ والغذاء لها تأثير كبير على السلوك الاجتماعي مثل الغنى الاجتماعي.
 وذكر أن القبائل البدوية وبسبب الجدب في الصحراء فليس هناك ما يربطهم بالأرض فلذلك كل البلاد بالنسبة لهم متساوية بالإضافة إلى عزة النفس واعتمادهم على شخصية رئيس القبيلة والأراضي المنزوعة والقدرة الكبيرة والسلطة لعدد قليل ولكن متماسك .
التماسك الاجتماعي يعود إلى صفات شخصية غير اجتماعية .
ابن خلدون لم يقرر حتمية تأثير العوامل الطبيعية كالمناخ والغذاء والأرض وكل واحة من هذه تؤثر على أخلاق البشر(كان فقط لتوضيح الفوارق بين الحضر والبدو).
كما ذكر هربرت سبنسر بما معناه البيئة الصحية تؤدي إلى تشكل شخصية صحية وبالتالي إلى مجتمع أفضل .
الاجتماع الاتحاد السوفيتي .
وهكذا فبقدر ما كان كارل ماركس مشغولا بالفروق الطبقية (الفرق بين العمال ورب العمل)بقدر ما كان ابن خلدون مشغولا بالفروق الطبيعة أو شبه الطبيعية الفروق بين البدو والحضر وان كان كارل مارك قد شيد صرح فلسفته التاريخية على أساس الصراع الطبقي فان ابن خلدون قد أسس علمه الجديد علم العمران على أساس الاختلافات والفروق القائمة بين البدو والحضر وهي اختلافات وفروق تحدث في العمران لا نتيجة صراع بل  (بمقتضى طبعه).
والشيء الوحيد الذي يتفقان به هو أن كل منهما قد انطلق من هذه الاختلافات والفروق ,يفسر سير التاريخ و تطور أحداثه ولكن مع الاحتفاظ لكل من هما بميدانه الخاص .
إذا فان أبحاث ابن خلدون في تأثير المناخ والخصب والجدب ووسائل كسب العيش كانت تهدف إلى بيان أسباب وعوامل الفروق بين البدو والحضر .
ودراسة هذه الفروق  لم تكن هي الأخرى غاية في ذاتها وإنما كانت مقدمه لشرح ما يهمه بالدرجة الأولى وهو نشؤ الدول وسقوطها .
   
التغير الاجتماعي
ذكر ابن خلدون أن الحياة الاجتماعية متغيرة غير ثابتة .
ذكر ابن خلدون أيضا أن الطبائع العمرانية ليست طبائع جامدة بشكل نهائي بل إنها تتبدل في مجموعها بفعل طبيعة عمرانية أخرى.
نتيجة تغير أحوال الأمم و الأجيال و الإعصار و مرور الأيام وذلك لان أحوال العالم و الأمم لا تدوم على وتيرة واحدة .
هذا مبدأ التغير هو نفسه مبدأ التطور وهو يعني التقدم كما يعني التراجع .
وابن خلدون عاش في عصر ابرز سماته انه الانحطاط و التقهقر لم يرى في ذلك عقابا إلهيا ولا قدرا مكتوبا بل انه كان يرى فيه نتيجة تطور حتمي اقتضته الطبائع العمرانية وفرضه سير التاريخ فالتطور التاريخي إذن تطور ذاتي لا دخل لرغبات الناس فيه .
ذكر ابن خلدون أن الحياة الاجتماعية غير ثابتة فهي تتغير و تتطور فعندما يظهر الضعف في مجتمع يلاحظ التغير الاجتماعي يحدث فقط كنتيجة للعلاقة بيم اختلاف الناس و طبقاتهم و نتيجة طبيعية للمحاكاة و الاختلاط .
نظريته فهمت تطور التاريخ و تحول المجتمعات .
بعد أوائل القرن التاسع عشر تكلم كونت عن حركة التغير الاجتماعي .
وقد أوضحت أعمال سبنسر في أواخر القرن التاسع عشر تطور التنمية الاجتماعية و التغير الاجتماعي من خلال المدارس الغربية
ابن خلدون وضع أربع مستويات للتطور الاجتماعي
1. تشكل العصبة القبلية بالالتحام و النسب .
2. مرحلة الملك و تركيز السلطة في يد شخص يعتمد على قوة تماسك العصبة .
3. فساد يوصف بالبذخ و التنافر و التباعد بين الحكام و عامة الشعب و اضمحلال الاقتصاد .
4. المجتمع يموت بالاعتداء عليه من الداخل أو من الخارج .






في مطلع القرن التاسع عشر ذكر كونت أن هناك ثلاث مستويات للتطور الاجتماعي
1. اللاهوتية.
2.  الميتافيزيقية (وهي قوة العصبة التي تعتمد على الدخل عند ابن خلدون و جزء منها وجد من ضمن مرحلة السلطة  أيضا عند ابن خلدون ).
3.  الموضوعية هذه المرحلة عند كونت لم تعتبر التغير ينتهي بحتمية الممات كآلية لتطور المجتمع .
إما هربرت سبنسر فذكر أن المجتمعات لا بد أن تموت بعد 40 سنة من نظرية كونت و بعد 45 سنه من نظرية ابن خلدون .

علم الاجتماع السياسي
معطيات النظرية :
مفهوم العصبية كان المفتاح لنظرية ابن خلدون إلى المجتمع و نظرية الاجتماع السياسي تحت مفهوم العصبية الاجتماعية .
ذكر ابن خلدون
أن الظروف الطبيعية للمجتمع تحتم علية القتال إما لأجل الغنائم أو اكتساب قوة و لكن العدائية تجعل الحياة الاجتماعية مستحيلة إلا إذا حكمة بقانون  هذا القانون يصدر من شخص مهيب يفرضها على المجتمع أو عن طريق العصبية القبلية .
تعليق :
جميع نظريات ابن خلدون عن الدولة و الملك و منهجية الاقتصاد و السياسة تقوم كلها على أساس واضح تماما فالغاية من الملك و جميع وظائفه تنتهي  عند ابن خلدون إلى شيء واحد هو حماية الملكية الخاصة " البشر إذا اجتمعوا دعت الضرورة إلى المعاملة و التصادم و مد كل واحد منهم  يده إلى حاجاته يأخذها من صاحبه و استحال بقاؤهم بدون حاكم يزح بعضهم عن بعض .
وفي كل طور من أطوار الحياة الاجتماعية مهما يكن جوهرها و ظروفها التاريخية لابد من تنظيم سياسي يقوم قوة العصبة أو على سطوة الدولة .
و العصبية قوة سياسية خطيرة و على امتداد التاريخ و حتى الدين بالقياس لي العصبة ليس أكثر من عامل يساعد حيث يقول ابن خلدون أن الدعوة الدينية من غير عصبة لا تتم. "
العصبية هي صلة الدم و لا يمكن فهمها عيدا عن القرابة و طريقة الحياة و تحكم شكل القرابة الناشئة عن التنظيم الاجتماعي .
العصبية أساس التنظيم السياسي للمجتمع و أساس النفوذ السياسي و الولاية ترتفع فقط بالعصبية .
و حينما تستقر تقل الحاجة إلى العصبية و النظام .
دوركايم في فرنسا بعد 500 سنة أساس التضامن الاجتماعي هو التماسك بين أعضائها.
و ذكر دوركايم التماسك ضروري في المجتمع و هذا التماسك يمكن أن يتغير مع تطور المجتمع .


الاقتصاد و المجتمع
ابن خلدون توصل أن علم الاقتصاد يقف منفصلا عن فلسفة الأخلاق و أن القوانين التي تسيطر على الاقتصاد كانت منفصلة عن القيم المعنوية للقضاء . و بعض المبادئ الاقتصادية الصحيحة أو القوانين التي تعرف عليها ابن خلدون نظمت التالي :
1. الإنتاج بدل التبادل التجاري هو مصدر الثراء .                    ادم سميث وضح هذه النقطة 1776 للأشخاص الذين مازالوا موقنين بالمبادئ التجارية أن الثروة تأتي من التبادل التجاري .
2. الذهب و الفضة لا تنم عن الثراء ولكن كانت ذات قيمة مادية .   ومفهوم المال الذي لم يكن معروفا في الحضارة الغربية حتى القرن السابع عشر .
3. الذهب و الفضة و المعادن الثمينة تحصل عليها الدول من خلال التبادل التجاري الخارجي و أن الدول المنتجة للذهب ليست بالضرورة دول غنية .
وهذا المفهوم تطور في الغرب من قبل جون لوك في أواخر القرن السادس عشر وفي وسط القرن السابع عشر من قبل ديفيد هيوم.
4.  أن قيمة السلع مستمدة أساس من العمال المجيد فيه              هذه النظرية وضعها كارل ماركس في 1997 .
ولكن تطورت هذه النظرية لتبدل الرأسمالية بالعمالية
5. كلما زاد التحضر قل الاهتمام بالزراعة  هذه الحتمية لم يتطرق لها الاقتصاد الغربي حتى القرن السابع عشر .
6. المجتمع لا يسعى للطابع الاقتصادي تماما فيه علاقة متواجدة بين السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و السكان المتواجدة داخل علم الاقتصاد الاجتماعي هذه الحتمية أثبتها ماركس في وسط القرن التاسع عشر و في بداية القرن العشرين .
7. تقسيم العمل يعزز العصبية القبلية في الغرب ادم سميث كون نظرية لها علاقة بتقسيم العمل في أواخر القرن الثامن عشر .
دوركايم ربط تقسيم العمل بالتضامن الاجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر .
8. الاختلافية بين الأشخاص المختلفين تظهر من خلال مواقفهم و تأثير هذه العوامل الاقتصادية على الحياة الاجتماعية للأفراد لم تكن مفترضة في الحضارة الغربية إلى أن ظهرت أعمال ماركس في وسط القرن التاسع عشر.


 بالإضافة إلى المبادئ الاقتصادية السابقة أو الأنظمة.
ابن خلدون عارض العبودية و عد هذا النوع على انه استقلال اقتصادي وأيضا المدارس الغربية كما عارضت العبودية ولكن في أماكن غير الاقتصادية في نفس وقت معارضة ابن خلدون لهذه الممارسة .
ماركس طورها هذه النظرية في منتصف القرن التاسع عشر قي نظرية استغلال للبشرية من خلال المنظومة الاقتصادية.
على أن ابن خلدون كان مؤمن بحرية الاقتصادية و من غير اللائق أن نقول أن وجهة نظرة في الجوانب الاقتصادية للعبودية كانت مشابهه لفلسفة ماركس اللاحقة لعلاقتها بالاستغلال.

المنهج الاجتماعي
 العلوم مرتبطة بعضها ببعض فنحن لا ندرس الرياضيات أو القواعد أو المنطق لمجرد دراستها ولكن لفهم باقي العلوم مثل القانون و الفيزياء .

هربرت سبنسر
جميع المعارف موجودة لفهم العلم .
ابن خلدون
توصل إلى هذه المعلومة من قبل 450 سنة
جميع المعرفة تنصب لفهم العلوم
مثال :
لا نفهم الفلك بدون فهم الفيزياء
و نفس النظرية توصل إليها كونت بلور نظريته بطريقة علمية اجتماعية تعتمد على الملاحظة التجربة المقارنة التي كانت شبيهه لفكرة ابن خلدون .
ملخص لتكون النظريات الاجتماعية:
لب النظريات الاجتماعية الحديثة التي تكونت لكونت في أواخر الربع الأخير من القرن التاسع عشر و الربع الأول من القرن العشرين في الغرب .
كثير من هذه النظريات لم ينسب لابن خلدون لان كثير من أعمال ابن خلدون كانت غير معروفة للحضارة الغربية في القرن التاسع عشر و جزء من القرن العشرين .
لاشك في أن كثير من هذه النظريات التي توصل لها ابن خلدون كانت مشابهه لما توصل له في الغرب و ممكن تكون قاعدة لكثير من العلوم الاجتماعية التي توصل لها الغرب فيما بعد لو كان لهم العلم بنظريات ابن خلدون .
تصورات ابن خلدون من قبل الاجتماعيين الغربيين و علماء التاريخ في النصف الأخير من القرن العشرين
معروف أن ابن خلدون لم يؤثر على الفلاسفة الغربيين ولا على علماء التاريخ وعلماء الاقتصاد و علماء الاجتماع الذين كونوا نظرياتهم على علم الاجتماع الحديث في المجتمعات الغربية .
كثير من المدارس الغربية في النصف الأخير من القرن العشرين لاحظوا أن ابن خلدون أول من كون كثير من النظريات و المبادئ التي يعتمد عليها علم الاجتماع الحديث.
المنهج التاريخي لم يتطرق له كما تطرق له ابن خلدون قبل 300 سنة.
كونوا منهج علمي لدراسة التاريخ و علم الاجتماع و قد تكلم عنه ابن خلدون قبل 400 سنة و مازال قائما إلى أواخر القرن العشرين .
تصورات علماء التاريخ الغربيين و علماء الاجتماع في القرن العشرين عن ابن خلدون
ارنلد تونبي قال أن ابن خلدون رجل عربي عبقري توصل في اقل من أربع سنوات من عمرة الاربع و خمسين و كون تحفة فنية تستطيع مقارنتها بأعمال ميكافيلي فجميعهم لديهم النظرة الثاقبة و القوة الفكرية و قد كان نجم ابن خلدون يسطع أكثر منهم لأنه كان موجود في حقبة زمنية مظلمة بينما ميكافيلي  و كلارندون كانوا جميعهم عباقرة موجودين في زمن عبقري .
ابن خلدون هو مصدر الضوء في سماء العلم وهو بالتأكيد ابرز شخصية في تاريخ الحضارة في ظروف اجتماعية انعزالية فقيرة صعبة و قصيرة.
في هذا المجال الذي اختاره يبدو لنا انه لم يتأثر لأحد من قبله و لم يؤثر في احد من بعده و توصل إلى تكوين فلسفة التاريخ التي هي بلا منازع أعظم عمل من نوعه في أي زمان و مكان .


الملخص و الخاتمة
علم الاجتماع في الغرب تطور و اعتمد على نظريات موجودة تكونت في القرن التاسع عشر و القرن العشرين مع إنها كانت موجودة في بداية القرن الثامن عشر ولكن كانت مجرد أفكار .
الجدار الموجود بين المسلمين و المسيحيين في القرون الوسطى كان يمنع التواصل الفكري بين هذين العالمين لو أن هذا الجدار غير موجود كان من المحتمل أن يكون علم الاجتماع في المجتمعات الغربية يسبق القرن التاسع عشر بمئات السنين لان كثير من العلوم التي توصل إليها الغربيون في علم الاجتماع قد كونها ابن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر .
النظريات و القوانين التي كونها ابن خلدون في القرن الرابع عشر و علماء الغرب توصلوا لها في القرن التاسع عشر لم تكن معروفة بشكل كبير ولم تستخدم أيضا قبل القرن العشرين .

هذا الغموض لا ينتقص صحة أفكار ابن خلدون ولا ينتقص ابن خلدون فهو الأب لعلم الاجتماع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق