النسب
المقدمة
النسب ظاهرة لغوية مهمة التفت إليها العلماء فخصوها بدراسة مستفيضة و
لعلها أكثر أهمية في عصرنا الحاضر لكثرة الحاجة إلى استعمالها بسبب انتشار العلوم،
ومناهج التفكير، ومذاهب الأدب، والفنون، والسياسة، والاجتماع. و لا نكاد نقرأ صفحة
واحدة من كتاب أو صحيفة أو غيرها إلا وتلتقي بكلمات من نحو: غربيّ – شرقيّ- اشتراكي
- علمي – موضوعي ... إلخ.
مفهوم النسب[1]
:
لغة :
هو
مصدر الفعل "نسب" حيث تقول : انتسب الفرزدق إلى قبيلة تميم أي إليها في
الأصل.
الاصطلاح:
هو
إلحاق ياء مشددة آخر الاسم مكسور ما قبلها للدلالة على نسبة الشيء إلى آخر، حيث
تقول : هذا مصريٌ و ذاك عراقيّ و تسمى هذه الياء المشددة : ياء النسب.
وسيلة النسب : هي
الياء المشددة التي تلحق بآخر الاسم (يّ)
دلالات النسب :
-
الدلالة على الدين نحو : إسلاميٌ ، مسيحيٌ – نصرانيٌّ...
-
الدلالة على الموطن نحو : مصريٌ ، عراقيٌ ، دمشقيٌّ...
-
الدلالة على الجنس نحو : عربيٌ ، هنديٌ ، إنجليزيٌّ...
-
الدلالة على الحرفة نحو : زراعيٌ ، صناعيٌّ ...
-
الدلالة على مقدمة الصفات نحو : بحريٌ ، ذهبيٌّ...
طريقة النسب : إذا
أردت أن تنسب إلى اسم من الأسماء فإنه لا بد من حدوث تغيرات، و هذه التغييرات
بعضها عام ( أي تلحق جميع الاسماء دون استثناء) و بعضها خاص (أي تلحق بعض الاسماء
دون بعض ).
كيف يتم النسب[2]: ما المقصود بـ : ( النسب ، المنسوب إليه ، المنسوب ) ؟
النسب:
زيادة يا مشددة في آخر الاسم تسمى ياء النسب مع ضرورة كسر ما قبلها.
المنسوب
إليه : هو الكلمة التي نزيد النسب إليها و هو كلمة أسيوط.
المنسوب
: هو الكلمة التي بها ياء النسب و هو كلمة الأسيوطي
مثال : جاء محمد الأسيوطي.
نحذف تاء التأنيث وجوبا قبل ياء النسب نحو:
غزة: غزّىّ ،
كوفة : كوفيّ
أمية : أموي، و ليس أميّ
حياة: حيوي و ليس حياتي
النسب إلى الاسم المنتهي بألف[4]:
يحدث في هذا الاسم تغييرات، و لكن ذلك يتوقف أيضا على
عدد الأحرف التي قبلها و ذلك على النحو التالي:
أ-
إن وقعت الألف ثالثة وجب بقاؤها و قلبها واوا ، فنقول :
فتىّ = فتويّ ، رِبا
= ربوِيّ
ب-
فإن وقعت الألف رابعة، فإننا ننظر، إن كان الحرف
الثاني متحركاً وجب حذف الألف ، مثل :
جَمَزي = جَمَزِيٌ . (الجَمَزَى = السريعة )
و
إن كان الحرف الثاني ساكنا ، جاز حذف الألف وقلبها واوا ، مثل :
حُبْلَى
= حُبْلِيّ و حُبْلَوِي ، مَلْهَى =
مَلْهَىّ و مَلْهَوِيّ فإذا قلبت الألف
واوا جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :
حُبْلَى
= حُبْلَوِيّ او حُبْلاوِي . مَلْهَى
= مَلْهَوِي او مَلْهَاوِيّ .
د
– فان كانت الألف خامسة فصاعدا وجب حذفها ، فنقول :
مُصْطَفَى
= مُصْطَفي . حُبَارَى = حُبَارِيّ ،
نسمع
كثيراً كلمة " فِرنْسي " – بكسر الفاء والراء – في النسب الى "
فرنسا " ، وهو خطأ واضح ، ذلك أننا ننطق " فرنسا " بفتح الفاء
والراء ، فمن أين جاءها الكسر ، والصواب إذن : " فَرَنسْي " .
النسب إلى الممدود[5] :
الممدود
: هو سم معرب آخره همزة قبلها ألفا زائدة فعند النسب إليه ينظر لنوع الهمزة ، وذلك على النحو التالي:
أ
ـ إن كانت الهمزة أصلية وجب بقاؤها ، مثل :
قَرَّاء = قرَّائِيّ ، بَدّاء = بدائِي .
ب
ـ و إن كانت الهمزة للتأنيث وجب قلبها واواً ، مثل .
صحراء = صَحْراوِيّ . حمراء = حمراويّ .
ج
ـ و إن كانت الهمزة منقلبة عن أصل جاز بقاؤها وقلبها واوا ً ، مثل :
كِساء = كسائيّ أو كساوِيّ .
المنقوص
: هو اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها ما قبلها فإذا نسبت إليه فلا يخلو أن
تكون الياء ثالثة أو رابعة أو أكثر، نحو :
أ
ـ إن كانت الياء ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها ، فنقول :
الشجِي = الشجويّ .
العمي = العمويّ ، الصدى = الصدويّ ....
ب
ـ و إذا كانت الياء رابعة جاز حذفها ، نحو :
القاضي = القاضيّ ، الداعي = الداعيُّ ، المفتي = المفتِيّ ... و جاز قلبها
واوا نحو :
القاضي = القاضوي مع فتح ما قبل الواو
جـ
ـ و إذا كانت الياء خامسة فأكثر حذفت في النسب ، نحو :
المهتدِى
= المهتدِيّ ، المرتجِي
= المرتجِيّ مع زيادة ياء النسب.
تحذف
علامة التثنية عند النسب ، فنقول :
زيدان = زيديّ .
و
هنا يتميز النسب إلى المثنى من النسب إلى المفرد عن طريق القرائن .
النسب إلى الاسم المنتهي
بعلامة جمع المذكر السالم : تحذف هذه العلامة
زيدون – زيديّ .
حمدون = حمديّ .
( و يميز النسب بالقرائن ايضا )
النسب إلى الاسم المنتهي بعلامة جمع المؤنث السالم :ينسب
الى مفرده على نحو :
عائشات = عائشِيّ .
أما كلمة هندات فعند النسب نقول :
هنديّ
- أو هنداويّ . أو هندوِيّ
النسب إلى الاسم المكون من حرفين : إذا كان الحرف الثاني صحيحا و ليس
معتلا فهنا يجوز تضعيف الحرف الثاني و عدم تضعيفه نحو : (كم) فنقول فيها كمَّيٌّ أو كَمِيٌّ .
النسب إلى الاسم المحذوف
الآخر :يحدث فيه تغيرات على النحو :
أ
ـ إن رجع الحرف الأخير في التثنية أو جمع المؤنث السالم وجب إرجاعه عند النسب
فنقول :
أخ = أخويّ . (المثنى : إخوان (
أخت – أخويّ (الجمع : أخوات (
ب
ـ فإن لم يرجع الحرف الأخير المحذوف في التثنية أو جمع المؤنث السالم جاز رده عند
النسب وجاز عدم رده ، فنقول :
شفة = شفهي – شفيّ - شفويّ . (على الأغلب أن الحرف الأخير المحذوف هو
الهاء ومنهم من يرى انه واو ).
جـ
– إن حُذف الحرف الأخير وعُوض عنه بألف الوصل جاز رده عند النسب وعدمه ، فنقول :
ابن – ابنىَ وبنويّ ..
التغييرات التي تحدث داخل الاسم :
1-
العين المحركة بالكسر :
عرفنا أن ياء
النسب المشددة تقتضي كسر الحرف الذي قبلها . فإذا كان الاسم ثلاثيا مكسور العين ،
وجب قلب هذه الكسرة فتحة حتى لا تتوالى كسرتان ، فنقول :
ذَئِل = ذُؤَلِي . مَلِك = مَلَكِيّ .
2-
الياء المشددة داخل الاسم :
إذا كان قبل آخر الاسم ياء مشددة مكسورة، أي أنها مكونة من
يائين ، الأولى ساكنة والثانية مكسورة ، فإنه يجب حذف الياء الثانية المكسورة
والابقاء على الياء الساكنة ، فنقول :
سَيّد = سَيْدِيّ . طَيّب = طَيْبيٌّ.
3-
ياء فُعَيْلة :
إذا كان الاسم على وزن " فَعِيلة " فإن ياءه
تتعرض لما يلي :
أ ـ إذا كانت العين صحيحة واللام صحيحة، و لم تكن العين
مضعفة ، فإن هذه الياء تحذف ويفتح ما قبلها ، فنقول :
حَنِيفَة = حَنَفِيّ
.
بَديهة = بَدَهِيّ .
( من الواضح أننا حذفنا تاء التأنيث أولاً حسب القواعد ، ثم
حذفنا ياء فعيلة وفتحنا ما قبلها)
وقد ورد على غير هذه القاعدة كلمات لم تحذف فيها
الياء ، مثل :
سَليقَة = سَلِيقيّ . سَلِيمَة = سَلِيميّ .
وهناك رأي حديث يجيز عدم حذف الياء مطلقاً بناء على عدد
كبير من الكلمات فنقول مثلا
طبيعة = طبيعيّ .
ب ـ فإذا كانت العين مضعفة مثل (دقيقة) ، أو كانت معتلة
واللام صحيحة مثل (طويلة)، فإن الياء تبقى دون تغيير، فنقول :
دقيقة = دقيقيّ . طويلة = طويليّ .
4-
ياء فُعَيْل :
إذا كان الاسم على وزن (فعيل ) فإن ياءه تتعرض لما يلي :
أ ـ إذا كان الاسم معتل اللام مثل " عليّ وعديّ "
، وجب حذف الياء ، مع فتح ما قبلها ، مع ضرورة قلب اللام واواً ، فتقول :
عليّ = علوِيٌّ . [8]
النسب
إلى واو فعولة :
و في هذا الاسم الذي بهذا لوزن إذا كانت العين صحيحة غير مضعفة حذفت
الواو وفتح ما قلبها ، نحو :
شنوءة = شُنئِيّ .
أما إذا كانت العين معتلة مثل (قوولة) ، أو مضعفة مثل (ملولة) ، لم
تحذف الواو ، نحو :
قوولة = قووليّ . ملولة =
ملوليّ .
كيف يكون النسب إلى جمع التكسير :
إذا كان الاسم جمع تكسير يجب أن ننظر إلى ما يلي :
أ ـ إن كان الاسم يدل على الجمع ، فالرأي الغالب عند القدماء أن تنسب إلى
المفرد ، نحو :
طلاب = طالبيّ . دُول = دَوْليّ
.
ب ـ فان لم يدل الاسم على الجمع ، كأن ينتقل إلى الدلالة على مفرد ،
وجب النسب إليه كما هو ، نحو :
الجزائر = الجزائِريّ. (و هو ليس جمعا وإنما الدولة التي تسمى بهذا
الاسم)
صور شاذة من النسب :
وردت عن العرب اسماء منسوبة على غير القواعد السابقة
الاسم قبل النسب (المنسوب إليه)
|
الاسم
بعد النسب (المنسوب)
|
بادية
البصرة
فوق
جلوُلاء
دَهْرَ
|
بدويّ
بصرْيّ
فوقانيّ
جَلُوليّ
دُهْرِيّ
|
صيغ أخرى للنسب :
عرفت العربية صيغاً أخرى للدلالة على النسب، و من هذه الصيغ:
أ ـ فَعَال : و هي للدلالة على النسب إلى حرفة معينة : حدّاد ـ بقّال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق