الجمعة، 29 ديسمبر 2017

النسب في اللغة

النسب

المقدمة
   النسب ظاهرة لغوية مهمة التفت إليها العلماء فخصوها بدراسة مستفيضة و لعلها أكثر أهمية في عصرنا الحاضر لكثرة الحاجة إلى استعمالها بسبب انتشار العلوم، ومناهج التفكير، ومذاهب الأدب، والفنون، والسياسة، والاجتماع. و لا نكاد نقرأ صفحة واحدة من كتاب أو صحيفة أو غيرها إلا وتلتقي بكلمات من نحو: غربيّ – شرقيّ- اشتراكي - علمي – موضوعي ... إلخ.













مفهوم النسب[1] :
لغة :
هو مصدر الفعل "نسب" حيث تقول : انتسب الفرزدق إلى قبيلة تميم أي إليها في الأصل.
الاصطلاح:
هو إلحاق ياء مشددة آخر الاسم مكسور ما قبلها للدلالة على نسبة الشيء إلى آخر، حيث تقول : هذا مصريٌ و ذاك عراقيّ و تسمى هذه الياء المشددة : ياء النسب.
وسيلة النسب : هي الياء المشددة التي تلحق بآخر الاسم (يّ)
دلالات النسب :
-       الدلالة على الدين نحو :  إسلاميٌ ، مسيحيٌ – نصرانيٌّ...
-       الدلالة على الموطن نحو : مصريٌ ، عراقيٌ ، دمشقيٌّ...
-       الدلالة على الجنس نحو : عربيٌ ، هنديٌ ، إنجليزيٌّ...
-       الدلالة على الحرفة نحو : زراعيٌ ، صناعيٌّ ...
-       الدلالة على مقدمة الصفات نحو : بحريٌ ، ذهبيٌّ...
طريقة النسب : إذا أردت أن تنسب إلى اسم من الأسماء فإنه لا بد من حدوث تغيرات، و هذه التغييرات بعضها عام ( أي تلحق جميع الاسماء دون استثناء) و بعضها خاص (أي تلحق بعض الاسماء دون بعض ).
كيف يتم النسب[2]: ما المقصود بـ : ( النسب ، المنسوب إليه ، المنسوب ) ؟
النسب: زيادة يا مشددة في آخر الاسم تسمى ياء النسب مع ضرورة كسر ما قبلها.
المنسوب إليه : هو الكلمة التي نزيد النسب إليها و هو كلمة أسيوط.
المنسوب : هو الكلمة التي بها ياء النسب و هو كلمة الأسيوطي
مثال : جاء محمد الأسيوطي.


النسب إلى ما آخره تاء التأنيث[3]:
نحذف تاء التأنيث وجوبا قبل ياء النسب نحو:
غزة: غزّىّ ،     كوفة : كوفيّ
أمية : أموي، و ليس أميّ
حياة: حيوي و ليس حياتي
النسب إلى الاسم المنتهي بألف[4]:
يحدث في هذا الاسم تغييرات، و لكن ذلك يتوقف أيضا على عدد الأحرف التي قبلها و ذلك على النحو التالي:
أ‌-     إن وقعت الألف ثالثة وجب بقاؤها و قلبها واوا ، فنقول :
فتىّ = فتويّ  ،  رِبا = ربوِيّ
ب‌-                      فإن وقعت الألف رابعة، فإننا ننظر، إن كان الحرف الثاني متحركاً وجب حذف الألف ، مثل :
جَمَزي = جَمَزِيٌ . (الجَمَزَى = السريعة )
و إن كان الحرف الثاني ساكنا ، جاز حذف الألف وقلبها واوا ، مثل :
حُبْلَى = حُبْلِيّ و حُبْلَوِي ،     مَلْهَى = مَلْهَىّ و مَلْهَوِيّ  فإذا قلبت الألف واوا جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :
حُبْلَى = حُبْلَوِيّ او حُبْلاوِي .    مَلْهَى = مَلْهَوِي او مَلْهَاوِيّ .
د – فان كانت الألف خامسة فصاعدا وجب حذفها ، فنقول :
مُصْطَفَى = مُصْطَفي .      حُبَارَى = حُبَارِيّ ،
نسمع كثيراً كلمة " فِرنْسي " – بكسر الفاء والراء – في النسب الى " فرنسا " ، وهو خطأ واضح ، ذلك أننا ننطق " فرنسا " بفتح الفاء والراء ، فمن أين جاءها الكسر ، والصواب إذن : " فَرَنسْي " .
النسب إلى الممدود[5] :
الممدود : هو سم معرب آخره همزة قبلها ألفا زائدة فعند النسب إليه ينظر لنوع  الهمزة ، وذلك على النحو التالي:
أ ـ إن كانت الهمزة أصلية وجب بقاؤها ، مثل :
قَرَّاء = قرَّائِيّ  ، بَدّاء = بدائِي .
ب ـ و إن كانت الهمزة للتأنيث وجب قلبها واواً ، مثل .
صحراء = صَحْراوِيّ .     حمراء = حمراويّ .
ج ـ و إن كانت الهمزة منقلبة عن أصل جاز بقاؤها وقلبها واوا ً ، مثل :
كِساء = كسائيّ أو كساوِيّ .
النسب إلى المنقوص[6]  :
المنقوص : هو اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها ما قبلها فإذا نسبت إليه فلا يخلو أن تكون الياء ثالثة أو رابعة أو أكثر، نحو :
أ ـ إن كانت الياء ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها ، فنقول :
الشجِي = الشجويّ .    العمي = العمويّ  ،   الصدى = الصدويّ ....  
ب ـ و إذا كانت الياء رابعة جاز حذفها ، نحو :
القاضي = القاضيّ ، الداعي = الداعيُّ ،   المفتي = المفتِيّ ...  و جاز قلبها  واوا نحو :
القاضي = القاضوي  مع فتح ما قبل الواو
جـ ـ و إذا كانت الياء خامسة فأكثر حذفت في النسب ، نحو :
المهتدِى = المهتدِيّ  ،   المرتجِي = المرتجِيّ  مع زيادة ياء النسب.
النسب إلى الاسم المنتهي بعلامة التثنية  : [7]
تحذف علامة التثنية عند النسب ، فنقول  :
زيدان = زيديّ .
و هنا يتميز النسب إلى المثنى من النسب إلى المفرد عن طريق القرائن .
النسب إلى الاسم المنتهي بعلامة جمع المذكر السالم : تحذف هذه العلامة
زيدون – زيديّ .
حمدون = حمديّ .
( و يميز النسب بالقرائن ايضا  )
 النسب إلى الاسم المنتهي بعلامة جمع المؤنث السالم :ينسب الى مفرده على نحو :
عائشات = عائشِيّ .   أما كلمة هندات فعند النسب نقول :
هنديّ  - أو هنداويّ . أو هندوِيّ
النسب إلى  الاسم المكون من حرفين : إذا كان الحرف الثاني صحيحا و ليس معتلا فهنا يجوز تضعيف الحرف الثاني و عدم تضعيفه نحو : (كم)  فنقول فيها كمَّيٌّ أو كَمِيٌّ .
النسب إلى الاسم المحذوف الآخر  :يحدث فيه تغيرات على النحو :
أ ـ إن رجع الحرف الأخير في التثنية أو جمع المؤنث السالم وجب إرجاعه عند النسب فنقول :
أخ = أخويّ . (المثنى : إخوان (
أخت – أخويّ (الجمع : أخوات (
ب ـ فإن لم يرجع الحرف الأخير المحذوف في التثنية أو جمع المؤنث السالم جاز رده عند النسب وجاز عدم رده ، فنقول :
شفة =  شفهي – شفيّ -  شفويّ . (على الأغلب أن الحرف الأخير المحذوف هو الهاء ومنهم من يرى انه واو ).
جـ – إن حُذف الحرف الأخير وعُوض عنه بألف الوصل جاز رده عند النسب وعدمه ، فنقول :
ابن – ابنىَ وبنويّ ..








 التغييرات التي تحدث داخل الاسم :
1-    العين المحركة بالكسر :
عرفنا أن ياء النسب المشددة تقتضي كسر الحرف الذي قبلها . فإذا كان الاسم ثلاثيا مكسور العين ، وجب قلب هذه الكسرة فتحة حتى لا تتوالى كسرتان ، فنقول :
ذَئِل = ذُؤَلِي .      مَلِك = مَلَكِيّ .
2-  الياء المشددة داخل الاسم :
إذا كان قبل آخر الاسم ياء مشددة مكسورة، أي أنها مكونة من يائين ، الأولى ساكنة والثانية مكسورة ، فإنه يجب حذف الياء الثانية المكسورة والابقاء على الياء الساكنة ، فنقول :
سَيّد = سَيْدِيّ .        طَيّب = طَيْبيٌّ.
3-    ياء فُعَيْلة :
إذا كان الاسم على وزن " فَعِيلة " فإن ياءه تتعرض لما يلي :
أ ـ إذا كانت العين صحيحة واللام صحيحة، و لم تكن العين مضعفة ، فإن هذه الياء تحذف ويفتح ما قبلها ، فنقول :
حَنِيفَة = حَنَفِيّ        .       بَديهة = بَدَهِيّ .
( من الواضح أننا حذفنا تاء التأنيث أولاً حسب القواعد ، ثم حذفنا ياء فعيلة وفتحنا ما قبلها)
وقد ورد على غير  هذه القاعدة كلمات لم تحذف فيها الياء ، مثل :
سَليقَة = سَلِيقيّ .    سَلِيمَة = سَلِيميّ .


وهناك رأي حديث يجيز عدم حذف الياء مطلقاً بناء على عدد كبير من الكلمات فنقول مثلا  
طبيعة = طبيعيّ .  
ب ـ فإذا كانت العين مضعفة مثل (دقيقة) ، أو كانت معتلة واللام صحيحة مثل (طويلة)، فإن الياء تبقى دون تغيير، فنقول :
دقيقة = دقيقيّ .     طويلة = طويليّ .
4-    ياء فُعَيْل :
إذا كان الاسم على وزن (فعيل ) فإن ياءه تتعرض لما يلي :
أ ـ إذا كان الاسم معتل اللام مثل " عليّ وعديّ " ، وجب حذف الياء ، مع فتح ما قبلها ، مع ضرورة قلب اللام واواً ، فتقول :
عليّ = علوِيٌّ . [8]
 النسب إلى واو فعولة :
و في هذا الاسم الذي بهذا لوزن إذا كانت العين صحيحة غير مضعفة حذفت الواو وفتح ما قلبها ، نحو :
شنوءة = شُنئِيّ .
أما إذا كانت العين معتلة مثل (قوولة) ، أو مضعفة مثل (ملولة) ، لم تحذف الواو ، نحو :
قوولة = قووليّ .     ملولة = ملوليّ .
كيف يكون النسب إلى جمع التكسير :
إذا كان الاسم جمع تكسير يجب أن ننظر إلى ما يلي :
أ ـ إن كان الاسم يدل على الجمع ، فالرأي الغالب عند القدماء أن تنسب إلى المفرد ، نحو :
طلاب = طالبيّ .    دُول = دَوْليّ .
ب ـ فان لم يدل الاسم على الجمع ، كأن ينتقل إلى الدلالة على مفرد ، وجب النسب إليه كما هو ، نحو :
الجزائر = الجزائِريّ. (و هو ليس جمعا وإنما الدولة التي تسمى بهذا الاسم)
صور شاذة من النسب :
وردت عن العرب اسماء منسوبة على غير القواعد السابقة
الاسم قبل النسب (المنسوب إليه)
الاسم بعد النسب (المنسوب)
بادية
البصرة
فوق
جلوُلاء
دَهْرَ
بدويّ
بصرْيّ
فوقانيّ
جَلُوليّ
دُهْرِيّ

صيغ أخرى للنسب :
عرفت العربية صيغاً أخرى للدلالة على النسب، و من هذه الصيغ:
أ ـ فَعَال : و هي للدلالة على النسب إلى حرفة معينة : حدّاد ـ بقّال .
ب ـ فاعِل، و فُعل : و هما للدلالة على صاحب شيء  :تامر  صاحب تمر .[9]



[1] - أيمن أمين عبد الغني، الصرف الكافي، دار ابن خلدون الاسكندرية مصر، ط1 1999، ص 367.
[2] - زين كامل الخويسكي، قواعد النحو و الصرف ، دار المعرفة الجامعية ، ط1 2005، ص 232
[3] - زين كامل الخويسكي، قواعد النحو و الصرف ، دار المعرفة الجامعية ، ط1 2005، ص 234
[4] - دكتور عبدة الراجحي، التطبيق الصرفي،  دار النهضة العربية بيروت لبنان، ط1، 2004، ص136
[5] - دكتور عبدة الراجحي، التطبيق الصرفي،  دار النهضة العربية بيروت لبنان، ط1، 2004، ص137
[6] - أيمن أمين عبد الغني، الصرف الكافي، دار ابن خلدون الاسكندرية مصر، ط1 1999، ص 372.
[7] زين كامل الخويسكي، - قواعد النحو و الصرف ، دار المعرفة الجامعية ، ط1 2005، ص 234
دكتور عبدة الراجحي، [8] التطبيق الصرفي،  دار النهضة العربية بيروت لبنان، ط1، 2004- 1423هـ ، ص140-141-142
[9] - زين كامل الخويسكي، قواعد النحو و الصرف ، دار المعرفة الجامعية ، ط1 2005، ص 239- 240 – 241.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق