فن العمارة الاسلامية في الجزائر
فن قائم كباقي الفنون الأخرى
في كل البلدان إلا إنها تتنوع بتنوع المناخ في كل بلد بل وبتنوع الحياة الاجتماعية
والمعتقدات الدينية لذا نجد إن العمارة الإسلامية تختلف في مظاهرها عن بقية
العمارة في الأمم الأخرى ، لقد برز المهندس المعماري المسلم في وضع النماذج
المجسمة الرائعة وفي طليعة العمارة الاسلامية نذكر المساجد الذي أصبح لها نظام
لاتخرج عنه مستمدا في أساسه من المسجد الأول الذي أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم
فالصحن والمحراب والمآذن علامات ثابتة ومن أهم العناصر المعمارية التي تعطي للمسجد
شخصيته المميزة.
إلا أنها تختلف (المآذن) باختلاف البلدان القائمة بها ففي بلاد فارس على سبيل المثال تصبح مخروطية الشكل وفي بلاد الأندلس مربعة الشكل أما في تركيا فهي اسطوانية الشكل، ويتجلى الفرق الكبير بين ذوق العرب الفني وذوق الأتراك عند مقابلة المآذن العربية بالمآذن التركية على الخصوص،ويمتاز الفن الإسلامي بظاهرة مميزة استخدام زخارف الفسيفساء والتي تعتبر من أقدم الزخارف التي برع فيها الفنان المسلم في ظل طراز معماري إسلامي.
وزخارف الفسيفساء عبارة عن قطع صغيرة من الحجارة أو الخزف والزجاج الملون وتثبت هذه القطع فوق طبقة من الجبس أو الاسمنت وتغطى السطح المراد زخرفته.
وهناك نوع آخر من الزخرفة الإسلامية وهي فن التحف الخشبية كتطعيم الحشو بالعاج والصدف والأبنوس، وقد ظهرت كثيرا التحف الخشبية في العصر الأموي والعباسي ولكنها ازدهرت في العصر الفاطمي وفي عصر المماليك، كما ظهر فن النقش على الأواني الزجاجية وابتكر الفنان المسلم طريقة التذهيب والطلاء بالمينا ووضع الزخارف الذهبية بالريشة عند رسم الخطوط الخارجية وبالفرشاة في المساحات الكبيرة، كما ظهر عند المسلمون فن صناعة الخزف وزخرفته حيث اشتهر الخزاف المسلم بمهارته في طلاء الخزف بالميناء ذات الألوان المتعددة وفي صناعة لوحات من القيشاني، كانت تكسى بها جدران المساجد والقصور.
وقد برز الفنان المسلم في انتقاء الألوان المناسبة لعمله والتي تعطيه منظرا جذاباً فوضع اللون الذهبي على قائمة هذه الألوان واستخدمه بسخاء، كما استعمل الفنان المسلم ألوان الخامات الطبيعية استعمالاً جمالياً ، حتى أنبهر الغرب من قدرة ومهارة الفنان المسلم فالأعمدة والعقود المزخرفة أعجب بها فنانو أوروبا فاقتبسوها وادخلوها في قصورهم ومبانيهم وحتى النافورات الجمالية بالحدائق العامة كلها صور مقتبسة مما شاهدوه في البناء المعماري الإسلامي إن الاندلس بقبابها وزخارفها كانت ميراث عظيم لمن أراد أن يتعلم الفن الاسلامي في العمارة والنقش والزخرفة فكانت أسبانيا ذات حظ أوفر بهذا الفن بعد غياب دولة المسلمين هناك.
تاريخ العمارة
نستطيع تقسيم التاريخ إلي حقب زمنية و إذا نظرنا لكلا نجد أن لكل حقبة طرازا معينا يميزها عن غيرها على الرغم من التقارب الزمني و المكاني بين بعضهم البعض.
منذ بدء الخليقة و الإنسان يسعى لتلبية إحتيجته من المسكن حتى يتسنى له العيش, فبدء بالكهوف كمساكن جاهزة ثم بدء يتتطور شيئا فشئ حتى وصل للإستخدام خامات البيئة المحيطة و الأشجار و الأحجار حتى وصلنا لما نحن فيه الأن ومن المؤكد أن عجلة التطور لن تقف حتى أخر الزمان
مدارس العمارة
مدرسة التكعيبية
• مدرسة الديستيل
• مدرسة المستقبلية
• مدرسة التعبيرية أو الوصفية
• مدرسة الوظيفية
• مدرسة البنائية
• مدرسة التفكيكية
نماذج من فن العمارة في الجزائر
العمارة التركية
مسجد كتشاوة
يعتبر مسجد كتشاوة من اشهر المساجد التاريخية بالعاصمة. بني في العهد التركي سنة 1021 هـ لكنه حول الى كنيسة بعد احتلال الفرنسيين للجزائر سنة 1830م ، في محاولة منهم طمس رموز العروبة والإسلام في البلاد.
ولكن بعد الاستقلال، تم استرجاعه و تحويله إلى مسجد.
حي القصبة
صنفت منظمة اليونيسكو سنة 1992 قصبة الجزائر ضمن التراث الثقافي العالمي.فقد بني هذا الحي قبل اختراع وسائل النقل الحديثة و شوارعه عبارة عن أزقة ضيقة و أنفاق تحت العمارات وسلالم كون مدينة الجزائر مبنية بالتدرج على هضبة تمتد من البحر إلى القمة.
وتمثل هذه القصبة نوعا فريدا من المدن الإسلامية، ويعتبر المكان الذي تختلط فيه جمالية الذكرى بشموخ التاريخ و المساجد القديمة، والقصور العثمانية .
الطرازي التركي و العثماني و الإسلامي هم الذين يسيطرون على حي القصبة في الجزائر أعتق حي في الجزائر
إلا أنها تختلف (المآذن) باختلاف البلدان القائمة بها ففي بلاد فارس على سبيل المثال تصبح مخروطية الشكل وفي بلاد الأندلس مربعة الشكل أما في تركيا فهي اسطوانية الشكل، ويتجلى الفرق الكبير بين ذوق العرب الفني وذوق الأتراك عند مقابلة المآذن العربية بالمآذن التركية على الخصوص،ويمتاز الفن الإسلامي بظاهرة مميزة استخدام زخارف الفسيفساء والتي تعتبر من أقدم الزخارف التي برع فيها الفنان المسلم في ظل طراز معماري إسلامي.
وزخارف الفسيفساء عبارة عن قطع صغيرة من الحجارة أو الخزف والزجاج الملون وتثبت هذه القطع فوق طبقة من الجبس أو الاسمنت وتغطى السطح المراد زخرفته.
وهناك نوع آخر من الزخرفة الإسلامية وهي فن التحف الخشبية كتطعيم الحشو بالعاج والصدف والأبنوس، وقد ظهرت كثيرا التحف الخشبية في العصر الأموي والعباسي ولكنها ازدهرت في العصر الفاطمي وفي عصر المماليك، كما ظهر فن النقش على الأواني الزجاجية وابتكر الفنان المسلم طريقة التذهيب والطلاء بالمينا ووضع الزخارف الذهبية بالريشة عند رسم الخطوط الخارجية وبالفرشاة في المساحات الكبيرة، كما ظهر عند المسلمون فن صناعة الخزف وزخرفته حيث اشتهر الخزاف المسلم بمهارته في طلاء الخزف بالميناء ذات الألوان المتعددة وفي صناعة لوحات من القيشاني، كانت تكسى بها جدران المساجد والقصور.
وقد برز الفنان المسلم في انتقاء الألوان المناسبة لعمله والتي تعطيه منظرا جذاباً فوضع اللون الذهبي على قائمة هذه الألوان واستخدمه بسخاء، كما استعمل الفنان المسلم ألوان الخامات الطبيعية استعمالاً جمالياً ، حتى أنبهر الغرب من قدرة ومهارة الفنان المسلم فالأعمدة والعقود المزخرفة أعجب بها فنانو أوروبا فاقتبسوها وادخلوها في قصورهم ومبانيهم وحتى النافورات الجمالية بالحدائق العامة كلها صور مقتبسة مما شاهدوه في البناء المعماري الإسلامي إن الاندلس بقبابها وزخارفها كانت ميراث عظيم لمن أراد أن يتعلم الفن الاسلامي في العمارة والنقش والزخرفة فكانت أسبانيا ذات حظ أوفر بهذا الفن بعد غياب دولة المسلمين هناك.
تاريخ العمارة
نستطيع تقسيم التاريخ إلي حقب زمنية و إذا نظرنا لكلا نجد أن لكل حقبة طرازا معينا يميزها عن غيرها على الرغم من التقارب الزمني و المكاني بين بعضهم البعض.
منذ بدء الخليقة و الإنسان يسعى لتلبية إحتيجته من المسكن حتى يتسنى له العيش, فبدء بالكهوف كمساكن جاهزة ثم بدء يتتطور شيئا فشئ حتى وصل للإستخدام خامات البيئة المحيطة و الأشجار و الأحجار حتى وصلنا لما نحن فيه الأن ومن المؤكد أن عجلة التطور لن تقف حتى أخر الزمان
مدارس العمارة
مدرسة التكعيبية
• مدرسة الديستيل
• مدرسة المستقبلية
• مدرسة التعبيرية أو الوصفية
• مدرسة الوظيفية
• مدرسة البنائية
• مدرسة التفكيكية
نماذج من فن العمارة في الجزائر
العمارة التركية
مسجد كتشاوة
يعتبر مسجد كتشاوة من اشهر المساجد التاريخية بالعاصمة. بني في العهد التركي سنة 1021 هـ لكنه حول الى كنيسة بعد احتلال الفرنسيين للجزائر سنة 1830م ، في محاولة منهم طمس رموز العروبة والإسلام في البلاد.
ولكن بعد الاستقلال، تم استرجاعه و تحويله إلى مسجد.
حي القصبة
صنفت منظمة اليونيسكو سنة 1992 قصبة الجزائر ضمن التراث الثقافي العالمي.فقد بني هذا الحي قبل اختراع وسائل النقل الحديثة و شوارعه عبارة عن أزقة ضيقة و أنفاق تحت العمارات وسلالم كون مدينة الجزائر مبنية بالتدرج على هضبة تمتد من البحر إلى القمة.
وتمثل هذه القصبة نوعا فريدا من المدن الإسلامية، ويعتبر المكان الذي تختلط فيه جمالية الذكرى بشموخ التاريخ و المساجد القديمة، والقصور العثمانية .
الطرازي التركي و العثماني و الإسلامي هم الذين يسيطرون على حي القصبة في الجزائر أعتق حي في الجزائر
فن العمارة في
وادي سوف
فــنّ النّقـش..مِن قديم
تفرّدت به سُوف
ولئن كان الفنان المبدع الذي يتعامل مع
فن النقش في العديد من الموادّ كالذهب والفضّة، والنحاس ، والزّجاج، وحتّى البيض
والبذور؛ إلاّ أن النقش على الجبس يبقى في الصدارة لارتباطه بالعمارة، وخاصة
العمارة الإسلامية، فقد لازمها ورافقها ولا يزال؛ وقد أصبح الطلب عليه أكثر أخيرا
حتّى من طرف الأفراد الأثرياء في إصباغ جماليات على قصورهم ، ودُورهم ، وفيلاتهم .
فنٌّ صعْب التشكيل
عمر قاقة الرائد الأول
لصعوبة ممارسة هذا الفنّ فقد قلّ
محترفوه حتّى وقتٍ قريبٍ ببلادنا، غير أن فروعا له فُتحت في السنوات الأخيرة
بمراكز التكوين المهني بولايات الجنوب الجزائري التي تُنتج بها مادّة الجبس،
وتستعمل بكثرة في العمارة، سواء بالمساجد، أو البيوتات الخاصّة خاصة بولاية الوادي.
يجب التذكير هنا أن مدينة قمار بولاية
الوادي كانت رائدة في فنّ النقش على الجبس منذ الأربعينات من القرن الماضي، حيث
كان المرحوم عمر قاقة الرائد الأول، ونتيجة لذلك ذاعت شهرته ممّا استعانت به
السلطات الاستعمارية في نقْش القبّة الكبيرة لقاعة البريد المركزي بالجزائر
العاصمة ، وقاعات قصر الشعب، ولا يزال هذا الأثر الفنّي إلى يومنا هذا صامدا،
وشاهدا على عبقرية هذا الرجل، الذي أبهر أشهر المهندسين المعماريين الفرنسيين
آنذاك لعبقريته، وبساطة الوسائل التي كان يستعملها، والتي لا تزيد عن توظيف أجزاء
برنوسه الذي يلبسه ليحدّد مقاسات الأقواس، وأجزاء القبّة، وتشكيلات النقش الهندسية .
عبقريّة جلبت له الاحترام والتقدير
والتكريمات التي نـالها وفْق التالي :
1 ـ ميدالية الشرف من
طرف وزير التجارة والصناعة الفرنسي باسم الجمهورية الفرنسية بباريس يوم :31 /08/
1919 .
2 ـ يُعيّن عضوا في
أكاديمية البناء والفنون الجميلة بباريس بتاريخ 12/02/1920 من طرف وزير البناء
والفنون الجميلة باسم الجمهورية الفرنسية .
3 ـ يُمنح بتاريخ
29/12/1930 نيشان الافتخار المطرّز من الصنف الرابع من باي تونس أحمد باشا باي
صاحب المملكة التونسية ، بناء على اقتراح وزير خارجية المملكة حينذاك .ä
تصدّرت الريّادة " قمار" في
هذا الفن
( ظهر هذا الفن بمدينة
قمار بوادي سوف على يد بنّاء من المغرب الأقصى استدعاه الشيخ محمد العيد شيخ
الطريقة التيجانية بعد استلامه المشيخة بزاوية تماسين عام (1260هـ1844م)، وذلك
لبناء المسجد المجاور للزاوية. وقد قام هذا البناء المغربي بتعليم نخبة من أهل
قمار فن النقش على الجبس، وقد برع منهم عمر قاقة الذي أصبح آية إعجاب فيما بعد حتى
ذاع صيته في كامل أرجاء البلاد، وقد ساهم في نقش البريد المركزي في الجزائر
العاصمة، كما قام بتعليم هذا الفن لبعض مساعديه، فبرز من تلامذته تيجاني قاقة الذي
ساهم في نقش وزخرفة جلّ مساجد وادي سوف.
يمثل هذا الفن مجموعة من الزخارف
المحفورة على الجبس، وتُستعمل فيها نماذج تختلف من حيث الوصف والمعنى، فنجد النقوش
الهندسية، والتي أساسها الأشكال الهندسية المنتظمة المتداخلة والمتشابكة مع بعضها
البعض.والنقوش النباتية والتي هي عناصر زخرفية مستمدة من الأوراق، والفروع،
والأزهار ..وأخيرا النقوش الكتابية والتي تتألف من الخط الكوفي، أو النسخي،
ويُستعمل النقش على الجبس لنقش مساحات السطوح، والجدران، والسقوف والقباب والأعمدة.)
فنٌّ يستمدّ قواعده من
الطبيعة ومن علم الرياضيات
ولهذا الفن قواعد مستمدة من الطبيعة،
والأعمال الزخرفية القديمة، ومنها التوازن، والتناظر، والتشعب من نقطة أو من خط،
والتكرار، وكلها قواعد أساسية يقوم عليها التكوين الزخرفي.
القبّة والدّمْسة : كانت الوحدة
الأساسية في المسكن السوفي هي الحُجْرة الصغيرة التي تدعى" الدار"، وكان
أهل سوف عندما يريدون بناء الدار، يتمددون أرضا فيكون ذلك هو مقياسها عرضا وبأطوال
مختلفة، أما ارتفاعها فيكون حسب طول قامة الشخص الواقف فلا يتجاوز أربعة أذرع في
الغالب، أما سقفها فأُعد من جريد النخلة وأخشابها، ثم انتشرت القباب بشكل واسع
خاصة في منتصف القرن التاسع عشر حتى سُميت وادي سوف بمدينة الألف قبة وقبة لاعتماد
الناس في بناء بيوتهم على القبة التي أصبحت تشكل الطابع المعماري الخاص بوادي سوف.
ولهذا النوع من القباب مزايا مقصودة
فرضته طبيعة المنطق، وذلك لأن شكل القبة يساعد على تبعثر أشعة الشمس المسلطة
عليها، وتخفيف حدتها وعلى منع تراكم ما تأتي به الرياح من تراب فوقها. كما أن
تجويف القبة داخل البيت يوفر مزيدا من الهواء ويُلطف درجة الحرارة فيها.
ولتوسيع الحجرات الصغيرة المشيدة من قبة
واحدة، استُحدثت أقواس لإضافة قباب جديدة لغرض زيادة مساحة الدار، كما نُقلت إلى
سوف طريقة جديدة لبناء الأسقف وهي"الأدماس" المستطيلة وقد ساهم الضباط
الفرنسيون الذين حكموا سوف منذ 1883 في تطوير الهندسة المعمارية باعتمادهم طرقا
تقنية متطوّرة ، واستعمالهم الخيوط، والمسامير لتدوير القباب ، والأقواس بدقّة.)
وإنصافا لهؤلاء لا تزال العديد من
البناءات التي أنجزها هؤلاء صامدة وتؤدي وظائفها حاليا منها الشقق، والبناءات
الإدارية والمدرسية ..من هذه الأخيرة مساكن لا تزال كما هيّ وحجرات مدرسية بمدارس
أنشئت في بداية القرن العشرين، وفي أواخر القرن العشرين منها مدارس: أميهي بالحاج
بمدينة الوادي ، ومدرسة كوينين المركزية ، ومدرسة الذكور بقمار وغيرها.ومقرّات
إدارية كالمقرّ القديم لولاية الوادي، ومقرّ البلدية القديم وغيرها ...
فنٌّ راقٍ ..عاد إليه
المُوسرون
في أيّامنا هذه عاد الكثير من الناس
المُوسرين، وحتّى متوسّطي الحال الذين يُنجزون مساكنهم الخاصّة في البلاد
الجزائرية إلى استعمال مادة الجبس كمادّة تلبيس للجدران الداخلية للقصور والمنازل،
لخصائصها التكييفية للمناخ أصلا، كونها مادة شُبْه عازلة في الشتاء، حيث تُبْقي
على الدّفء الداخلي داخل المنزل ، وتمنع تسرّب الحرارة في فصْل الصيف ..وكمادة
للديكور تُغطّي عيوب وأخطاء إنجاز البناء ، وتُضْفي عليه جماليات؛إذْ لا يكاد يخلو
بيتٌ الآن قــيْد الإنجاز من وجود ديكورات جبسية في مختلف الغرف، والممرّات،
والزوايا وغيرها، لأن الجماليات التي تُكسبها لأرجاء المنزل لا تُـقاوم من
الكثيرين .
وأنواع الجبس المستخدمة في ديكورات
المنازل نوعان :
ـ أوّلها.. قوالب مصبوبة جاهزة بتصاميم
ثابتة متنوعة تُباع مثل الكلاسيكي، والهندسي، والمشجر وهي أقلُّ تكلفة، وينتشر
استخدامها في الوحدات السكنية الصغيرة كالشقق السكنية، والفيلاّت الصغيرة، أو
المتوسّطة..منها ما يكون في سقوف البيوت، ومنها ما يكون في الردهات والممرّات
والمداخل .
ـ ثانيها.. هو الزخرفة (النقش) على
الجبس وهذا أجملها على الإطلاق، ويكثر استخدامه في القصور، والفيلاّت السكنية
الراقية، والمساجد.
فن العمارة في وادي ميزاب
قصور ميزاب السبعة
من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم وفنها المعماري، وعدده
المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة، باستثناء القصور التاريخية العتيقة، والتي
لم يبق منها سوى بعض الآثار.
الملاحظ في مدن مزاب السبع بأن خمسًا منها وهي :
تَجْنِينْتْ، آت بونور، تَغَرْدَايْتْ، آتَمْليشْتْ، آت اِيزْجَنْ، متجاورة من
بعضها البعض، ولا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات، وتعرف بالقرى الخمس، أما
مدينتي : آت ايبَرْﭬـان،
وتيـﭭْرار،
فهما بعيدتان عن المدن السبع السابقة، آت ايبَرْﭬـان :45
كلم شمالا، وتيـﭭْرار :
110 كلم شرقا.
و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات، لأهداف كثيرة،
وبهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في
صفحة : الهندسة المعمارية.
و في ظروف غير معروفة، حُـرِّفت أسماء هذه المدن إلى
أسماء عربية وأعرابية، وما زالت أسباب هذا التحريف محل بحث من طرف الشبكة المزابية.
1- تَــاجْنِـينْتْ
:( العطف )
تُعد من أقدم القصور السبع، يقصد بهذه الكلمة المكان
المنخفض، أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م، تقع على بعد سبع كيلومترات
من آت بونور، حُرِّف اسمها إلى : العطف.
2- آتْ
بونورْ : ( بونوره)
أُنشئت سنة : 457 هـ - 1065 م، واسمها نسبة إلى
القبيلة المصعبية التي بَنَت وسكنت هذه المدينة قديما، تتميز آت بونور بأنها مبنية
فوق ربوة صخرية منيعة جدا، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب آت ايزجن، حُــرِّف
اسمها إلى : بونورة.
3- تَـغَــرْدَايْتْ(
غرداية )
أنشِئت سنة 447 هـ - 1053م، وأول من سكنها الشيوخ :
بابا وَالجَمَّة، وأبو عيسى بن علوان وبابا سعد، وأصل تسميتها :
تَغَرْدَايْتْ بالمزابية وهي القطعة المستصلحة من الأرض، والواقعة على حافة
الوادي، وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي، وهي أول مدينة
تُشاهَد عند القدوم من الشمال، حُــرِّف اسمها إلى : غرداية.
4- آتْ
اِيزْجَنْ ( بن يزقن )
أُسّست سنة : 720 هـ - 1321 م، واسمها نسبة إلى
القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة.
تعتبر آت ايزجن، من عواصم العراقة العلمية والدينية، وهي
المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم، وتعتبر
المدينة المزابية المثالية، ومن أهم مميزاتها، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم،
وتقع بعد آت امْليشْتْ.
5- آت
مْلِــيشْــتْ ( مليكة )
أسست عام 756 هـ - 1355م، اسمها نسبة إلى "
مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على
هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت وآت ايزجن، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور
الثلاث : تغردايت، آت ايزجن، وآت بونور.
6
- تِـيــﭭْــرَارْ
( القرارة )
أسست سنة : 1040 هـ - 1631م، معنى تسميتها :
الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء.
تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس، وهي على أرض
طينية، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية، وتشتهر بواحتها الشاسعة
التي يسقيها وادي زﭬْـرير.
7- آت
ايبَرْﭬـان
( بريان )
أُنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م، وهي خيمة مصنوعة من
الوبر، وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم.
تقع في تقاطع الأودية الثلاثة : بالُّوحْ، السّودان،
ووادي نْ سَا.
عناصر الهوية العمرانية
من خلال الدراسة التاريخية لنمو و تطور المدن بمنطقة واد ميزاب
يمكننا استخراج عدة مباني و معالم و كذا عناصر عديدة بإمكانها أن تشخص و تحدد
الهوية العمرانية المميزة لمنطقة واد ميزاب و هذه العناصر هي
:
المدينة.
1- المسجد .
2- المنازل .
3- السوق .
4- الأبراج و المنشآت الدفاعية .
5- النسيج العمراني للقصر .
6- الواحة .
المدينة.
1- المسجد .
2- المنازل .
3- السوق .
4- الأبراج و المنشآت الدفاعية .
5- النسيج العمراني للقصر .
6- الواحة .
1-
المسجد
يراعى في مساجد مْـزاب البساطة و التقشف و الإبتعاد عن كل ما قد يشغل المصلي عن الخشوع في عبادته ، حتى المحراب فإنه خال من أي زخرفة ، حتى في المساجد المبنية حديثا ، و هذا التزاما بتعاليم الشرع الإسلامي .
و من أهم مميزات المسجد المزابي ، المئذنة ، التي يتخذها المزابيون عادة رمزا لهم نظرا لتميزها ، و قد اختارتها الشبكة المزابية رمزا كذلك .
إن المئذنة المزابية من أهم ابداعات المهندس المزابي ن و قد استطاع أن يصدر شكلها إلى عدة مناطق في الشمال الإفريقي ، حتى المناطق الشمالية للنيجر و مالي .
تنتصب المئذنة على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة ، على سبيل المثال فإن مئذنة تغردايت بها 122 درجة ، علوها 22 مترا، عرض قاعدتها 6 أمتار ، و عرض أعلاها متران ، سمك جدرانها يتناقص من متر واحد إلى 30 سم .
بجانب المسجد تقع الميضأة و محاضر تعليم الصبيان ، و فوقه المخازن و السطح و مقر اجتماعات العزابة الذي يسمى تامنايت .
تختلف مساحة و أهمية السطح من مدينة لأخرى ، حيث يعتبر سطح مسجد تيـﭭْـرار من أوسعها ، مما أكسبه أهمية و وظائف أكثر ، حيث يستقبل جموع المصلين في الأيام الصيفية الحارة ، في صلوات الفجر و المغرب و العشاء .
يراعى في مساجد مْـزاب البساطة و التقشف و الإبتعاد عن كل ما قد يشغل المصلي عن الخشوع في عبادته ، حتى المحراب فإنه خال من أي زخرفة ، حتى في المساجد المبنية حديثا ، و هذا التزاما بتعاليم الشرع الإسلامي .
و من أهم مميزات المسجد المزابي ، المئذنة ، التي يتخذها المزابيون عادة رمزا لهم نظرا لتميزها ، و قد اختارتها الشبكة المزابية رمزا كذلك .
إن المئذنة المزابية من أهم ابداعات المهندس المزابي ن و قد استطاع أن يصدر شكلها إلى عدة مناطق في الشمال الإفريقي ، حتى المناطق الشمالية للنيجر و مالي .
تنتصب المئذنة على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة ، على سبيل المثال فإن مئذنة تغردايت بها 122 درجة ، علوها 22 مترا، عرض قاعدتها 6 أمتار ، و عرض أعلاها متران ، سمك جدرانها يتناقص من متر واحد إلى 30 سم .
بجانب المسجد تقع الميضأة و محاضر تعليم الصبيان ، و فوقه المخازن و السطح و مقر اجتماعات العزابة الذي يسمى تامنايت .
تختلف مساحة و أهمية السطح من مدينة لأخرى ، حيث يعتبر سطح مسجد تيـﭭْـرار من أوسعها ، مما أكسبه أهمية و وظائف أكثر ، حيث يستقبل جموع المصلين في الأيام الصيفية الحارة ، في صلوات الفجر و المغرب و العشاء .
المنزل هو العنصر الثاني في العمارة المزابية ، و هو العنصر الذي يظهر فيه خضوع المعمار المزابي بشكل كامل للتعاليم الإسلامية السّمحة ، سنوضح خصائص المسكن المزابي التقليدي بصفة عامة دون تفصيل المنازل المزابية التقليدية كثيرة التشابه ، مساحتها لا تتجاوز 100 متر مربع عادة ، تشتمل على طابقين و سطح ، و طابق تحت أرضي .
أول ما يُـلاحظ عند مدخل المنزل هو العتبة ، و هي درجة صخرية متوضعة عند مدخل المنزل قبل الباب ، يبلغ ارتفاعها حوالي عشرة سنتيمترات ، هذه العتبة تقي الدار من دخول الأتربة الرملية ، و مياه الأمطار ، و الحشرات الضارة و خروج الهواء البارد أيام الحر الشديد .
يبقى باب المدخل عادة مفتوحا طول النهار ، إلا أن المار في الشارع لا يستطيع مع ذلك رؤية ما بداخل الدار ، نظرا لتصميم المدخل الذي هو عبارة عن رواق صغير ينتهي بحائط مقابل ، ليُـكَوّن المدخل إلى وسط الدار منعرجا .
عند تجاوز المدخل الثاني تجد نفسك في رواق يسمى سقيفة ، به مقعد حجري منخفض بني للجلوس أمام المنسج صيفا ، و رحى تثبت في أحد زواياه لطحن الحبوب ، و الجدير بالذكر أن المنزل المزابي لا يحتوي على أثاث عادة ، حيث يكون أثاث البيت مبنيا .
من هذا الرواق تنقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة ( شـبّاك ) تصل الطابق الأرضي بالطابق الأول ( السطحي ) ، منها تنزل أشعة لشمس و يجدد الهواء ، و تعتبر هذه الفتحة بديلا عن النوافذ ، إذ أن المسكن المزابي يعتمد على الإضاءة العلوية ، و نادرا ما يحتوي على نوافذ ، و إن وُجدت ففي الطابق السطحي ، و تكون عبارة عن فتحة صغيرة في الحائط .
تُصَمـّم فتحات التهوية و الإضاءة بطريقة تجعل الساكن يستفيد لأطول وقت ممكن من أشعة الشمس ، خاصة شتاءًا .
تعتبر غرفة استقبال النساء " تيزفْري " أنسب موقع للجلوس حول وسط الدار ، هذه القاعة التي لا تكاد تخلو منها دار مزابية ، هي عبارة عن غرفة لها مدخل عريض نوعا ما ، لكنه بدون باب ، متجه نحو القبلة أو نحو المغرب للإستفادة أكثر من الضوء الطبيعي ، غدوا و أصيلا .
هذه القاعة لها دوران رئيسيان : أولهما إقامة المنسج الذي تصنع به الفرش و الملابس الصوفية ، ثانيهما أنها غرفة الأكل و سمر العائلة و استقبال النساء .
المطبخ فضاء صغير مفتوح على أحد جوانب وسط الدار ، و لا تكون له غرفة مخصصة عادة ، و يتكون من موقد حجري متصل بفتحة تهوية إلى السطح ، و تعلوه رفوف و أوتاد و بعض الكوات التي تستعمل لوضع لوازم و أواني الطبخ .
و يكون المطبخ ضمن وسط الدار بحيث لا تحس الجالسة أمام الموقد أنها في معزل عن باقي نساء الدار .
في إحدى جوانب وسط الدار ، يقع مدخل غرفة النوم الخاصة بربة البيت ، و بجانبه تقع عادة طاولة مبنية تحتها أواني الماء العذب و ماء الغسل .
بجانب مدخل وسط الدار ، نجد مطهرة و مرحاضا إلى جانبه مكان لربط المعزة التي تستر ما تبقى من فضلات الطعام ، و تجود بما تيسر من الحليب .
هذه المعزة كانت تنطلق كل صباح ( إلى وقت غير بعيد ) إلى حيث تتجمع فيه مع قطيع البلدة ، أين ينتظرها الراعي ، يخرج به في الشعب القريبة ، ليعود به بعد العصر إلى مدخل البلدة ، أين يفترق و تتجه كل معزة إلى دارها ، معتمدة على ذاكرتها التي لاتخطئ عادة .
أما الطابق التحت أرضي المسمى بـ " الدّهليز " فالأدراج المؤدية إليه تكون من مدخل الدار ، و هو مكان مكيّف طبيعيا ، حيث يكون باردا صيفا ، و دافئا شتاءا ، و يستعمل كمكان للنوم عادة .
يستعمل المِزابيون
لا تزال معظم المنازل الواقعة خلف سور المدينة المِـزابية محتفظة بنفس الطراز القديم السابق ذكره إلى الآن ، سوى بعض التعديلات البسيطة التي أدخلت عليها حديثا ، كالبلاط ، و الكهرباء و الغاز ، بينما تحتفظ البيوت الحديثة بأساسيات الطراز المعماري التقليدي إلى حد بعيد .
بعض القواعد التي تحترم عند بناء المنازل :
هناك قواعد عامة و موانع في الفن المعماري المزابي أصدرها مجلس عمي سعيد (قديما) يلتزم بها كافة السكان منها :
- أن علو الدار لا يفوق 15 ذراعا .
- لا يسمح بإقامة الجدار على حدود السطح من الناحية الشرقية أو الغربية له كي لا يحرم الجار من ضوء الشمس ضحى و عشية .
- لا يجوز إسناد الدرج إلى جدار الجار إلا بإذنه ، و كذا المستراح أو مرابط الدابة إلا إذا سبق أحدهما الآخر ، فلا حق للجار الجديد أن يلزم جاره بتغيير الوضعية السابقة .
- لا يحدث أحد نافذة مهما كانت مساحتها إلا برخصة من الجيران ليحددوا له المكان الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافذة أو الكوة .
- في كل مدينة يعيَّن أمينان في عرف البناء ، إليهما ترفع الشكايات فيما يتعلق بالبناء .
إن الوصف السابق ينطبق على الدار الكاملة التي مساحتها نحو 100 متر مربع تقريبا . هناك عدد كبير من المنازل أقل اتساعا ، و تسمى بنصف دار ، مساحتها نحو 50 مترا مربعا .
إن بني مْزاب لم يشيدوا منزلا في أي مدينة من مدنهم ، إلا و رئيس جماعة البلدة لا يمتاز عن سواه لا في ملبسه و لا في مأكله و لا في سكناه ، و إن اتسعت داره فلكثرة عياله ، و هذا يدل ثانية على الروح الإسلامية التي أثرت على المزابيين في جميع جوانب حياتهم .
3-
السوق
أما السوق ، فقد زادت مساحتها لتصبح ساحة واسعة ، بعد أن
كانت شارعا في الأنسجة المبدئية للمدن المزابية ، كما تطورت وظيفتها الإجتماعية ،
إذ كانت أول الأمر مكانا لتبادل المنتجات بين أهل المدينة ، و بينهم و بين قوافل
البدو التي تقصد التجمعات السكنية للتجارة ، ثم أصبحت بعد ذلك تؤدي وظيفة اجتماعية
أساسية ، إذ هي المكان العمومي الوحيد بعد المسجد ، الذي يمكن لأهل البلدة أن
يجتمعوا فيه ، و يتبادلوا الأخبار ، و يتفقدوا أحوالهم يوميا ، و يستريحوا من تعب
العمل ، بالإضافة إلى ممارستهم البيع و الشراء
.
تختلف أشكال مساحات الأسواق ، فإذا كانت سوق آت ايزجن غير منتظمة الشكل تحيط بها مقاعد مبنية ، فإن سوق تغردايت مستطيلة تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد طولها 75 مترا ، و عرضها 44 مترا .
تختلف أشكال مساحات الأسواق ، فإذا كانت سوق آت ايزجن غير منتظمة الشكل تحيط بها مقاعد مبنية ، فإن سوق تغردايت مستطيلة تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد طولها 75 مترا ، و عرضها 44 مترا .
4- المنشاءات الدفاعية
تعتبر ميزة خاصة و عنصر أساسي في إنشاء المدينة بحيث تعد
الأبراج و الأسوار المحيطة بالقصر منشآت دفاعية حربية لها طابع دفاعي عسكري و قد
ظهرت هذه المنشآت لضرورة عمرانية أساسية و هي الأمن و الاستقرار و حماية المدينة
من الاعتداءات الخارجية لكنها من جهة أخرى تعد رسما لحدود الفراغ القابل للتعمير.
و تأخذ هذه الأبراج أشكالا هرمية أساسية ذات قاعدة مربعة الشكل و يتم الصعود داخلها بواسطة السلالم و الذي من خلالها في الأعلى تتم المراقبة العسكرية.
و تأخذ هذه الأبراج أشكالا هرمية أساسية ذات قاعدة مربعة الشكل و يتم الصعود داخلها بواسطة السلالم و الذي من خلالها في الأعلى تتم المراقبة العسكرية.
المحافظة على التراث العمراني
نحمي التراث ونهتم به وصولاً إلى خدمة قضايا الأمة في
عدّة مجالات منها:
خدمة قضايا الأمة الثقافية والقومية حين نعد المخلفات
الحضارية معيناً على دراسة وتطور الحضارة والفنون، ومادة للبحث العلمي وإنماء
المعلومات التاريخية، ومنها خدمة الحياة الاقتصادية فهي تؤلف مادة هامة للصناعة
السياحيّة فكثرة الآثار والمخلّفات الحضارية والاهتمام بها وصيانتها وترميمها تشجع
أفواج السياح وإنفاق ما يدخرونه من أموال وفي هذا فائدة للبلد والزائر لقد غدت
المداخيل السياحية أساسية لكثير من البلدان في العالم العربي كمصر وتونس وسورية
وغيرها وغيرها. وثالث الفوائد التي نجنيها من حماية الآثار ودفعنا للاهتمام بها
يتجلى في كونها تراثاً أصيلاً يتصل بشخصية الأمة ويعطيها الطابع المميز ويعبّر عما
تتمتع به من حيوية وقدرة على حل المشاكل الخاصة بالحياة، كما يحدد مستواها في
الذوق والحس الإبداعي ودرجة تقدمها في العلوم والفنون. وقد دفع ذلك الأمم كافة إلى
الاهتمام بالتراث وحمايته، وقد أصبح اليوم هذا التراث في عُرف الأمم لا يخص أمة من
الأمم بعينها إنما هو ملك الإنسانية جمعاء، وهذا ما حدا بالمنظمات الدولية
والوطنية المختصة بالتراث الثقافي إلى المساعدة في إنقاذ كثير من الآثار المهددة
بالغرق أو المهددة بالمشاريع الإنمائية التي تقيمها بعض الدول، كما حدث بمصر حين
أقامت السد العالي حيث نظمت منظمة اليونسكو الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في
عام 1960، كذلك الحملة الدولية لإنقاذ آثار الفرات في سورية وكذلك سد الخابور
وهناك حملات دولية ساهمت فيها المنظمة الدولية في العراق وغيرها من البلدان
العربية.
إن الاهتمام العالمي بالتراث وحمايته، وما يرتبط به، قاد
إلى إقامة مؤسسات وطنية ودولية لتتولى الاهتمام به وحمايته وبالتالي رعايته خاصةً
بعد الحرب العالمية الأولى ومن ثم بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قامت منظمة
هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المتفرعة عنها مثل منظمة اليونسكو التي
قامت بالمساعدة على إحداث هيئات تساعد على حماية المباني التاريخية والمواقع
الأثرية ICOMOS المجلس
الدولي للمباني والمواقع الأثرية، والمجلس الدولي للمتاحف الدولي ICOM، المركز الدولي لحماية الممتلكات الثقافية
وترميمها (الايكروم)1 CCROM بروما.
هناك اتفاقية لاهاي الدولية التي عقدت عام 1954م من أجل
حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلّح، كما تأسست مؤتمرات دولية
لمناقشة قضايا الآثار على مختلف تخصصاتها مثل مؤتمرات الآثار الكلاسيكية ومؤتمرات
الآثار الإسلامية وغيرها.
لم يكن العالم العربي بعيداً عن تلك التطورات: فقد شاركت
دولُهُ في المنظمات التي ذُكرت آنفاً وقامت بدور فاعل ومؤثر في قراراتها
وتوصياتها. كما اهتمت جامعة الدول العربية والمنظمات المتفرعة عنها كالأليكسو
وغيرها، وبحق فقد قامت هذه المنظمات على مدار تاريخها وفي حدود تطورها التاريخي
بدور فاعل في عقد مؤتمرات الثقافة والآثار والتراث وحماية الآثار في الوطن العربي،
فقد نظمت سلسلة من المؤتمرات الأثرية الخاصة بالدول العربية بلغ عددها حتى الآن
سبعة عشر مؤتمراً وقد قربت تلك المؤتمرات بين وجهات النظر والأفكار المتعلقة
بحماية الآثار وصيانتها وترميمها، كما اهتمت بالقضايا الأثرية العربية المغرّبة في
البلدان الأجنبية والسعي إلى إعادتها لبلدانها الأصلية (بلدان النشأة) كما ساعدت
على حماية وصيانة المدن التاريخية العربية كالقيروان في تونس، إضافة إلى أنها
أعدّت عدداً من الاستبيانات لمدن عربية كثيرة في الدول العربية وقد كلّفت أحد
المختصين بعمل تحليل لتلك الاستبيانات، هذا إلى جانب أنها أقامت وحدة للمدن
التاريخية العربية في إدارة الثقافة بالمنظمة.
ومن المهم أن نشير إلى أن المنظمة العربية التي كانت
بمثابة الأم للآثار الفلسطينية ساعدت منظمة التحرير الفلسطينية على إقامة الندوة
الدولية حول الآثار الفلسطينية بالتعاون مع اليونسكو وجامعة حلب، كما ساعدت على
تأسيس مركز الآثار والتراث الفلسطيني في إطار منظمة التحرير بدمشق (وهو الآن
مُجمّد) وإصدار مجموعة من الكتب عن المدن التاريخية والحية وهي مستمرة في هذا
السياق مع الحكم الذاتي الفلسطيني.
كيف تكون حماية المباني الأثرية والتراثية:
لابدّ من اتخاذ عدّة إجراءات لحماية المباني الأثرية حتى
تكون بمأمن عن التخريب والتهديم أولى هذه الإجراءات هي:
1
ـ إجراء مسح أثري أو تراثي للمنطقة المراد حمايتها للتعرف
على أهمية المباني الأثرية والتراثية التاريخية والفنية والأثرية وعمل مخططات
أولية لها وتوثيقها وتصويرها.
2
ـ إعداد قوائم بالمباني الأثرية أو التراثية المراد
حمايتها توطئه لإصدار قرارات من السلطة التي هي سلطة إصدار القرارات وبذلك تكون
المباني الأثرية أو التراثية قد أصبحت تحت مظلة الحماية القانونية التي تشملها
الحماية القانونية أي يمكن تطبيق العقوبات التي تنص عليها القوانين الوضعية.
3
ـ المراقبة المكثفة: قد لا تكون الدراسات والتشريعات التي
أتينا على ذكرها كافية لحماية المباني التاريخية، فكم من بناء أثري مُسجّل هدمه
أصحابه ليقيموا بناءً حديثاً مكانه توخياً لكسب مادي لهم أو أقاموا منشأة حديثة أو
أجروا تعديلات أو إصلاحات تسيء إلى أصالته وقيمته التاريخية والمعمارية والفنية،
كأن يُستخدم المبنى الأثري استخداماً سيئاً يلحق الضرر به، وأحياناً يُهدم البناء
الأثري وتؤخذ حجارته للاستفادة منها في إقامة مبنى حكومي أو خاص أو تُسرق عناصره
الفنية المعمارية والزخرفية للاتجار بها وتهريبها إلى الخارج والأمر هنا يحتاج إلى
ردع.
4
ـ التوعية: وتتلخص بتعريف المواطن على أهمية الآثار
الثقافية والاقتصادية له ولغيره وانتهاز الفرص لإثارة اهتمامه بالتراث الحضاري
وإشعاره بالمسؤولية.
5
ـ إشراك المواطنين في تحمل مسؤولية حماية التراث الحضاري
الأثري والتراثي لتحسيسهم بالمسؤولية وذلك بإدخالهم ومشاركتهم في اللجان والمؤسسات
الحكومية والأهلية الراعية لذلك الأمر ومن الضروري إحداث مؤسسات حكومية أو أهلية
لتساعد على توعية المواطنين وشاغلي الأبنية الأثرية والتراثية والاتصال بالجهات
الفاعلة في هذا المجال كالمجالس المحلية وسلطات الحكم المحلي أو سلطات الحكم
المركزي كالوزارات المختلفة ومجلس النواب وشرح أبعاد قضية التراث وفائدتها للشعب
والهوية وبالتالي مطالبتها بتخصيص الأموال اللازمة لصيانة تلك المباني وترشيد
استخداماتها وإصدار التشريعات الناظمة لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق