الجمعة، 29 ديسمبر 2017

التدخين و اثاره على الفرد – المجتمع – الاسرة - الاخلاق

التدخين و اثاره على الفرد – المجتمع – الاسرة - الاخلاق
على الرغم من معرفة الجميع بالأضرار التي تصاحبها عملية التدخين إلا أنهم يصرون عليه, ظنا منهم بقدرته على تهدئة حالتهم النفسية, و العصبية, أو تعديلا لمزاجهم المعكر خلال اليوم, فتجدهم يدخنون أكثر من علبة يوميا, متناسين الآثار التي يسببها التدخين مستقبلا على شكلهم الخارجي, كالظهور بسن أكبر من سنهم الحقيقي, نتيجة لهرم خلايا الجلد قبل أوانها, و من أبرز الآثار الجانبية الأخرى التي قد تؤثر على شكل المدخنين في المستقبل ما يلي:
علامات التقدم بالسن
يعمل التدخين المتزايد على تفاقم ظهور علامات التقدم بالسن, خاصة تحت منطقة العينين, ليظهر الأشخاص المدخنين, بعمر أكبر, من عمرهم الحقيقي.
تغير لون البشرة
تقلل عملية التدخين من وصول الأوكسجين و المواد المغذية إلى الجلد, فتظهره بشكل شاحب و باهت, و غير متجانس.
ترهل الجلد
تعمل المواد الكيميائية الموجودة في الدخان على تدمير الكولاجين و الإيلاستين التي تعطي البشرة قوة و مرونة, بحيث تؤدي إلى ترهل الجلد, و ظهور التجاعيد العميقة.
ترهل جلد الذراعين و الصدر
يسرع التدخين من ترهل الجلد الموجود على الذراعين, بالإضافة إلى ترهل الثديين بشكل واضح, و ذلك لسرعة فقدان مرونة الجلد.
الخطوط حول الشفتين
تفقد العضلات المحيطة بالشفاه مرونتها, نتيجة التدخين الجائر من قبل المدخنين, الأمر الذي يزيد من ظهور التجاعيد حول تلك المنطقة بشكل كبير و واضح.
بقع الشيخوخة
تشير البحوث إلى سرعة تعرض المدخنين لآثار بقع التقدم بالعمر و التي قد تظهر من الجلوس لفترات طويلة في الشمس, و لكنها تزيد لدى الأشخاص المدخنيين.
تلف الأسنان و اللثة
تعد الأسنان الصفراء من أكثر الآثار السيئة التي تصيب المدخنين على المدى الطويل, و لكنها قد تتعدى ذلك, لتسبب أضرارا فادحة باللثة, عدا عن سوء رائحة الفم الصادرة منه.
تلوين الأصابع و الأظافر
تصبغ أصابع اليدين و الأظافر باللون الأصفر تماما كما يحدث لأسنان المدخنين, نتيجة لحمل السجائر بين الأصابع, بحيث تبدأ بالتلاشي عند التوقف عن التدخين نهائيا.

 أضرار التدخين من الناحية الاجتماعية :
إن الدخان من الأسباب التي تلوث الهواء الطبيعي و تؤذي من يقوم باستنشاقه وخصوصا إذا كان المدخن يجلس في مكان مغلق و مع مجموعة من الناس فإنه بذلك يضر نفسه و يضر غيره أيضا لان الأطباء قالوا إن استنشاق الدخان له ضرر كبير لاحتوائه على مادة النكوتين السامة و القطران و غيرها من السموم و أيضا صرح الطبيب( كلفورد) بأن الدخان يضعف القلب إذا كان الشخص يعاني من أي نوع من الحساسية. و أيضا صرح الدكتور (ناظم النسيمي) نقيب الأطباء حلب بأن الجلوس أربع ساعات في غرفة المدخنين المغلقة تعادل شرب عشر سجائر .
أيضا من مضار دخان التدخين إذا كان الشخص مصاب بالسل و الزكام أو أي مرض معدي فإنه ينتقل عن طريق الدخان السيجارة أو السعال.
-
وكقول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - " إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك وأما أن تبتاع منه أو تجد منه ريحاً طيبة , و نافخ الكير أما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحاً خبيثة ".. متفق عليه .
فما نرى ( أن التدخين مضر حتى بالناس الذين حولك و ليس بالشخص المدخن فقط ) والعجيب أن أكثر المدخنين لا يشعرون بضرر التدخين على من حولهم فنرى المدخن يدخن في الغرفة و في السيارة و في المستشفى و تصل به أيضا أحياناً إلى المسجد فيدخل برائحته الكريهة لبيت الله بدل أن يتطهر و يتطيب .
ثالثاً : أضرار التدخين من الناحية المادية :
إن من أضرار التدخين من الناحية المادية و ما ينفق على الدخان من النقود في سبيل حرق أنفسهم هو تبذير للمال بدون أي فائدة و إسراف ليس له أي معنى بل إنهم يحرقون مالهم بأيدهم و يحرقون أنفسهم و يضرونها بأيدهم و الأكثر من ذلك إن بعض المدخنين في أمّس الحاجة إلى المال و تراهم يستغنون عن الحاجات الضرورية لهم في سبيل شراء السيجارة فبعضهم – سامحهم الله – يحرمون أولادهم من الطعام والشراب من أجل الدخان ولو وفر كل شخص مصروفه من الدخان لاستطاع أن يعيش حياة أفضل من حياته الحالية أو أن يذهب لقضاء فرض الله – الحج – أو تصدقه على من يحتاجون المال من الفقراء أو المساكين أو شراء منزل أو توفير حياة كريمة لأبنائه و زد على ذلك أنه يصرف ماله في شيء محرم من عند الله سبحانه وتعالى .
فلو أخد شخص كل يوم مبلغ من المال و رماه في البحر لقلنا عنه مجنون و مختل عقليا ويجب علاجه فما بالك بمن يحرق كل يوم مبلغ من المال ليضر به نفسه و جليسه ويتلف ماله؟ !!.
فلو أعدت حسابك كم صرفت على التدخين و كم ستحرق على علاجك من الأمراض التي سيسببها التدخين لأدركت مضرته أكثر بكثير من منفعته - و لو قدرنا كم يصرف سنويا في الوطن العربي على التدخين لأدركنا هول المبلغ الذي يتم صرفه على التدخين و نحن في أمس الحاجة إلى المال للدفاع عن ديننا و مقدساتنا ومساعدة الفقراء و المساكين في الوطن العربي .
و لو قدرنا كم تصرف الدولة على أمراض التدخين لكان المبلغ ضعف الذي يشتري به الدخان .
رابعاً : أضرار التدخين من الناحية الأخلاقية :
-
فالدخان قد يضر بأخلاق الشباب و الفتيات المدخنين فبعضهم أحيانا يلجئون إلى السرقة لتوفير ثمن الدخان وشرائه و هذا يؤدي إلى سوء الأخلاق .
-
و إن الدخان يثير الأعصاب في الإنسان فترى المدخن عصبيا يغضب و يشتم و يضرب و تكون معاملته مع الأسرة و مع الناس سيئة وخصوصا إذا لم يستطيع توفير الدخان .
-
و نرى بعض المدخنين يذل نفسه و يهينها لكي يطلب سيجارة واحدة فهذا تقليل من شأن الناس و إهانة له .
فالتدخين يؤثر كثيرا في شخصية الإنسان و أخلاقه وينزل من قيمته بين الناس .
فكما رأينا أن التدخين مضاره أكثر بكثير من نفعه .
فهل أنت مصر على شرب الدخان ومازلت ستقول أن الأصدقاء يدخنون ولا أستطيع تركه وحدي لأني كلما جلست معهم أضطر إلى التدخين معهم . نقول لك : لو سرق منك صاحبك ديناراً لهجرت صداقته و حذرت الناس منه فما بالك بالذي يجعلك تحرق مالك في سبيل صداقته و كأنه يسرق منك مالك و يساعدك في إحراقه و تلفه و يضر به جسمك وقد تحرق به في الدنيا و الآخرة فبئس هذا الصاحب و بئس هذا القرين .
فلا يجب أن نقلد الأشياء تقليدا أعمى و نحن على جهل بمضارها لنا فيجب عليك أخي المدخن أن تكون ذا عزيمة و إيمان قوي و إدراك تام بالإقلاع عن التدخين فحاول جاهدا ترك هذه العادة السيئة أو المصيبة التي ابتليت بها فأصبر بما ابتليت حتى تتخلص من هذه العادة السيئة و لك جزاء كبير من عند الله قال تعالى ( و بشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ) سورة البقرة .
***
و أنت يا أختي المدخنة :    إن أمرك يكاد يكون غريباً لكنه حقيقة و واقع و هو أشبه بالكارثة لأن المرأة التي يجب أن تكون مثالاً صادقاً للطهر البشري و الأنوثة و الرقة صارت في عصرنا هذا تسلك مسالك غريبة تقلل من شأنها و حضورها أمام الرجال – للأسف – صار تدخين السيجارة إدماناً لدى بعض النساء و لا يخرجن من البيت إلا و علبة السجائر في حقيبتهن و طالبات يمارسن هذه العادة السيئة في حرم المؤسسات التربوية و منهن من أدمن تدخين النرجيلة و صرن يترددن المقاهي و يدخنها أمام الناس من رجال و أطفال و المخجل في الأمر أن النساء يدخن بحضور أزواجهن الذين لم يروا في الأمر سوءا معتبرين ذلك إحدى ظواهر التحرر و الانفتاح و التطور ! .
أختي المدخنة لقد تغنى بأنوثتك الشعراء وقدستك و احترمت حقوقك كل الأديان حافظت على كونك ربة بيت و مربية أطفال و كائنا لطيفا ابتعدي عن السيجارة لأنها لا تليق بيديك و لا بدينك الإسلامي .
فلنحاول معا إخواننا المدخنين على ترك هذه العادة السيئة و المحرمة و مساعدة الآخرين في الإقلاع عنها – و جزاكم الله عنا كل خير إن شاء الله – .
*
بعض الأشياء التي تساعدك في الإقلاع عن التدخين :
1-
أول الأشياء التي تقوم بها هي معاهدة الله سبحانه و تعالى على ترك هذه العادة .
2-
استعن بالله على ترك الدخان فمن ترك شيئا لله أعانه الله عليه .
3-
أستعن بالصيام في رمضان و غيره من الشهور في ترك الدخان .
4-
إذا غضبت فأستعذ بالله و توضأ فالغضب نار يطفأ بالماء لا بالدخان و النار .
5-
أدع الله بأن تقول ( اللهم أرنا الدخان باطلاً و ارزقنا اجتنابه و كرهنا فيه ) .
6-
قلل من أخد المنبهات كشرب القهوة و الشاي و غيرهما و أكثر من شرب عصائر الفواكه و الأشياء المفيدة .
7-
إذا وجدت نفسك مائلاً إلى التدخين خد بدلا منه سواكاً أو علكاً .
8-
إذا أردت التخلص من التدخين فأقرأ الدعاء الآتي : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( من تعار من الليل فقال لا إله الإ الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كل شي قدير سبحان الله و الحمد لله و لا أله الإ الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة الإ بالله ثم قال اللهم أغفر لي أو دعا أستجيب له فإن توضأ و صلى قبلت صلاته ) رواه البخاري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق