الفلسفة الحديثة طابعها ومميزاتها
إن الفيلسوف الحديث يمتاز عن المفكر القديم والوسيط باتجاهه الي
الواقع والاشياء الخارجية والموجردات جميعا يريد الاقتراب منها والتغلغل فيها
ومعرفتها كما هي في حقيقتها، ثم يحول بعد هذا تنظيم حياته بطريقة تتفق مع هذه
المعارف العلمية التي تسوقها اليه فروع المعرفة العلمية الحديثة.
إذن فالفلسفة الحديثة ذات طابع علمي It is scientific
ثانيا: كذلك الفلسفة الحديثة تمتاز بالطابع الفردي، وقد كانت مذاهب الفلسفة القديمة والوسطي تتعلق وترتبط بنظام سياسي أو أجتماعي معين، فقد عبر كلا من أفلاطون وأرسطو عن وجهة نظر المواطن الحر في مدينة يونانية حرة، وعندما فقدت المدن اليونانية استقلالها وجدت الفلسفة في المذهب الروقي تعويضا عن الاتجاه الي اعتبار المدينة أساسا للتفكير السياسي والاجتماعي عند اليونان، إذ أن الفلسفة الرواقية كانت تقول بأن العالم كله مدينة واحدة يجتمع فيه البشر والآلهة معا. وقد استمر كل من شيشرون وسنكافي في اعتتناق هذه الافكار وكان من نتائج ذلك ظهور القانون الروماني الذي ينظم المجتمع الروماني وهو وريث الحضارة اليونانية.
أما حياة الفرد في القرون الوسطي فإنها كانت تتحدد وفقا لنظام الكنيسة وتبعا لوضعه في كل نظام إقطاعي. وبمعني أخر لم يكن ثمة مجال لأي نزعة فردية حرة في مجال الفكر القديم أو الوسيط.
أما الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة فهي فردية، لأن الفليسوف المحدث عمل علي مواجهة الواقع، بنفسه واعتد علي فروضه وتجاربه واختبر منطق المناقشة بفكره لا بفكر الجماعة، وهو الي جانب ذلك لم يكن يخضع لسلطة الكنيسة او لسلطة الحكومة أو لأية سلطة تلزمه باعتناق فكرة لايقبلها، فالفيلسوف الحديث إذن كالفنان الذى يصور ويرسم فى حرية تامة حسب ما تمليه عليه انفعالاته ومشاعره الشخصية لا حسب ما يمليه عله الغير ، وذلك مع التزام التقاليد المرعية فى الفن والمجتمع فى عصره وعند الفنان والفيلسوف تكون الإصالة هى فى الدرجة القصوى من الأهمية أكثر من استحسان الجماهير أو موافقتهم للإنتاج الفنى أو الفلسفى.
ثالثاً : - الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة تمتاز عما سبقتها من الفلسفات بأنها تتضمن إنتاجاً دولياً فبينما نجد الفلسفة القديمة يونانية النشأة أى تعبر عن الحياة اليونانية وتنبع من الضمير اليونانى وتتصل اتصالاً وثيقاً بالجو اليونانى العقلى والشعورى نجد أن الفلسفة الحديثة ذات طابع دولى ، فعلى الرغم من أنها تختلف عن فلسفة القرون الوسطى فى أنها تعبر عن تفكير الأمم المختلفة ومشاعرها وحياتها العقلية إلا أنها فى نهاية الأمر وبعد عملية التأثير والتأثر التى تتداخل فيها المذاهب والتيارات الفكرية نجد أنها تصبح فى النهاية تراثاً إنسانياً دولياً تتناوله الأمم المختلفة بالنقل والترجمة هذا بينما نجد أن الفلسفة الوسطى كانت تكتب باللاتينية التى لا مجان فيها للطابع الفردى للفيلسوف أو لحياته ومشاعره ومميزات عصره.
ومن ناحية أخرى أيضاً فإنه بينما كان التفلسف مقصوراً على رجال الكنيسة فى القرون الوسطى نجد معظم متفلسفة العصر الحديث وقد شذوا عن هذه القاعدة فاشتهر فلاسفة من غير رجال الكنيسة ، وأصبحت الفلسفة الحديثة إنتاجاً يعبر عن حياة الشعوب وأمالها ومشاعرها بقطع النظر عن الدين والعقائدالمختلفة ، وهذا لايعنى اختفاء الفلسفات الدينية فلا زالت هناك امتدادات للفكر الدينى الوسيط كما سبقت الإشارة ، وذلك عند المدرسة التومية الجديدة وكذلك فيما يختص بتجديد الفكر الأشعرى فى العصر الحديث عند المسلمين وتجديد أفكار المعتزلة عند جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده مثلاً .
إذن فالفلسفة الحديثة ذات طابع علمي It is scientific
ثانيا: كذلك الفلسفة الحديثة تمتاز بالطابع الفردي، وقد كانت مذاهب الفلسفة القديمة والوسطي تتعلق وترتبط بنظام سياسي أو أجتماعي معين، فقد عبر كلا من أفلاطون وأرسطو عن وجهة نظر المواطن الحر في مدينة يونانية حرة، وعندما فقدت المدن اليونانية استقلالها وجدت الفلسفة في المذهب الروقي تعويضا عن الاتجاه الي اعتبار المدينة أساسا للتفكير السياسي والاجتماعي عند اليونان، إذ أن الفلسفة الرواقية كانت تقول بأن العالم كله مدينة واحدة يجتمع فيه البشر والآلهة معا. وقد استمر كل من شيشرون وسنكافي في اعتتناق هذه الافكار وكان من نتائج ذلك ظهور القانون الروماني الذي ينظم المجتمع الروماني وهو وريث الحضارة اليونانية.
أما حياة الفرد في القرون الوسطي فإنها كانت تتحدد وفقا لنظام الكنيسة وتبعا لوضعه في كل نظام إقطاعي. وبمعني أخر لم يكن ثمة مجال لأي نزعة فردية حرة في مجال الفكر القديم أو الوسيط.
أما الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة فهي فردية، لأن الفليسوف المحدث عمل علي مواجهة الواقع، بنفسه واعتد علي فروضه وتجاربه واختبر منطق المناقشة بفكره لا بفكر الجماعة، وهو الي جانب ذلك لم يكن يخضع لسلطة الكنيسة او لسلطة الحكومة أو لأية سلطة تلزمه باعتناق فكرة لايقبلها، فالفيلسوف الحديث إذن كالفنان الذى يصور ويرسم فى حرية تامة حسب ما تمليه عليه انفعالاته ومشاعره الشخصية لا حسب ما يمليه عله الغير ، وذلك مع التزام التقاليد المرعية فى الفن والمجتمع فى عصره وعند الفنان والفيلسوف تكون الإصالة هى فى الدرجة القصوى من الأهمية أكثر من استحسان الجماهير أو موافقتهم للإنتاج الفنى أو الفلسفى.
ثالثاً : - الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة تمتاز عما سبقتها من الفلسفات بأنها تتضمن إنتاجاً دولياً فبينما نجد الفلسفة القديمة يونانية النشأة أى تعبر عن الحياة اليونانية وتنبع من الضمير اليونانى وتتصل اتصالاً وثيقاً بالجو اليونانى العقلى والشعورى نجد أن الفلسفة الحديثة ذات طابع دولى ، فعلى الرغم من أنها تختلف عن فلسفة القرون الوسطى فى أنها تعبر عن تفكير الأمم المختلفة ومشاعرها وحياتها العقلية إلا أنها فى نهاية الأمر وبعد عملية التأثير والتأثر التى تتداخل فيها المذاهب والتيارات الفكرية نجد أنها تصبح فى النهاية تراثاً إنسانياً دولياً تتناوله الأمم المختلفة بالنقل والترجمة هذا بينما نجد أن الفلسفة الوسطى كانت تكتب باللاتينية التى لا مجان فيها للطابع الفردى للفيلسوف أو لحياته ومشاعره ومميزات عصره.
ومن ناحية أخرى أيضاً فإنه بينما كان التفلسف مقصوراً على رجال الكنيسة فى القرون الوسطى نجد معظم متفلسفة العصر الحديث وقد شذوا عن هذه القاعدة فاشتهر فلاسفة من غير رجال الكنيسة ، وأصبحت الفلسفة الحديثة إنتاجاً يعبر عن حياة الشعوب وأمالها ومشاعرها بقطع النظر عن الدين والعقائدالمختلفة ، وهذا لايعنى اختفاء الفلسفات الدينية فلا زالت هناك امتدادات للفكر الدينى الوسيط كما سبقت الإشارة ، وذلك عند المدرسة التومية الجديدة وكذلك فيما يختص بتجديد الفكر الأشعرى فى العصر الحديث عند المسلمين وتجديد أفكار المعتزلة عند جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده مثلاً .
المراحل الرئيسية لتطور الفكر الفلسفي الحديث
لا يمكن أن نحدد بالضبط تاريخيا معينا لانتهاء الفلسفة المدرسية وان نعين بدقة تاريخا آخر نحدد فيه بداية الفلسفة الحديثة، وذلك من ناحيتين:-
الناحية الأولي:- أن التيارات الفكرية لا يمكن أن تحدد بتاريخ معين محدود لأنها تيارات متداخلة متشابكة وليست كالحوادث والوقائع التاريخية التي تحدد بزمان ومكان معينين.
الناحية الثانية :- نجد ان الفلسفة القديمة والفلسفة المدرسية لا زالتا بالفعل يؤثر كل منهما في الفكر الحديث بل وفي الفكر المعاصر، فمثلا المدرسة التومية الجديدة وهي التي تحيي آراء القديس توما في العصر الحديث، ولا زال لها اتباع في هذا النصف الاخير من القرن العشرين وأن اتباعها يحاولون تطويرها بحيث تتمشي مع الاتجاهات الفكرية الفلسفية المعاصرة. وكذلك الحال فيما يختص بالموقف الفلسفي القائم حول المعتقدات البروتستانتية.
وإذن فثمة رواسب مدرسية لا تزال تعمل اثرها في تيارات الفلسفة الحديثة والمعاصرة، وكان من الممكن القول بأن الفلسفة الحديثة قد بدات حينما حاول مفكر مثل روجربيكون ان يفكر بطريقة مستقلة متحررا من الآراء السابقة والمعتقدات الدينية. ولكن بيكون هذا بالرغم انه نقل الي العالم الغربي التجربة العربية العلمية في مجال العلم والفلسفة، ورغم أنه نقل المنهج العربي العلمي أو خلاصة المنهج الاسلامي في الطبيعة أو في الفلك أو في غير ذلك من العلوم كما فعل ذلك أيضا غيره من السابقين عليه من المدرسيين بحيث كان هذا كله الاساس الوطيد الذي أقام عليه كل من فرنسيس بيكون وديكارت فيما بعد طريقتهما المنهجية والعلمية، ورغم هذا كله فإنه يقال إن روجر بيكون لم يكون له تأثير كبير علي المعاصرين له أو الملاحقين له، ولهذا لا يمكن أن نؤرخ البداية الفعلية للفلسفة الحديثة بمذهب روجر بيكون.
ومن الممكن أيضا ان تعد حركة إحياء افلاطون عند المفكرين الايطالين في فلورنسا بداية للتفلسف الحديث. فقد حاول هؤلاء الافلاطونيون أن يفسروا نصوص أفلاطون علي ضوء الفكر اليوناني الأصيل متحررين من الفلسفة المدرسية التي كانت تفسر النصوص الافلاطونية تفسيرا دينيا. وربما كان من الممكن أيضا بناء علي هذا الرأي أن نحدد تاريخا معينا لبداية الفلسفة الحديثة بطريقة تحكمية تعسفية، فنؤرخ لها بسقوط القسطنطينية علي يد الاتراك حينما هاجر من بقي من علما بيزنطية اليونان الي ايطاليا وبدأوا مع الافلاطونوين في فلورنسا حركة جديدة لبعث الفكر اليوناني في جملته غير مقتصرين علي افلاطون وحده. وهذه الحركة حركة احياء التراث القديم في عصر النهضة كانت تعني تنقية النصوص الكلاسيكية في الفلسفة اليونانية من الشوائب الهللينية والمدرسية علي السواء، تلك الشوائب التي أقحمها الشراح السريان والمدرسيين علي النصوص اليونانية والتي جاء غيرها نتيجة التفاعل الذي تم بين النحل الدينية والصوفية كالغنوصية والهللينية والصابئية، تلك النحل التي كان يموج بها الشرق الأوسط في الفترة التي تلت عصر الانارة اليوناني مع ما تاثرت به هذه المذاهب اليونانية من آراء شرقية ودينية وغير ذلك.
وإذن فحركة الاحياء حركة رجوع الي المنابع الاصلية للفلسفة اليونانية وتحظ لهذه الفترة الطويلة التي شوهت فيها الفلسفة اليونانية.
وكان هناك عنصر جديد في هذهالحركة يتمثل في ظهور النصوص المترجمة الي اللاتنية عن العربية من مدرسة طليطلة ومن جنوبي فرنسا حول تولوز وكذلك من شمالي ايطاليا حيث كانت قد نشطت حركة النقل من العربية الي اللاتنية منذ القرن الحادي عشر الي القرن الثالث عشر فوضعت النصوص والترجمات اللاتينية التي جاءت عن العربية في مقابل النصوص الاصلية وأصبحت هناك ثلاثة مصادر للاصل اليوناني: الأصل الذي نقله العلماء الفارون من بيزنطة بعد الفتح، والنص اللاتيني المدرسي ثم النص العربي، ولهذا فقد كانت حركة التنقية هذه بمثابة دراسة مقارنة للتراث اليوناني.
يمكن إذن بناء علي هذا الراي التحكمي الذي سقناه (وهو بداية التفلسف الحديث تتفق مع تأريخ بداية الواقع التاريخية الحديثة بسقوط القسطنطية) أن نقسم المراحل الفلسفية الي ثلاث:
1- المرحلة الأولي : وتبدأ من سنة 1453 م وتسمي بعصر النهضة وتنقسم هذه المرحلة الي فترتين:
الاولي وتسمي الفترة الانسانية : وتبدأ من سنة 1453م وتستمر الي سنة 1600 اي الي تاريخ وفاة جيوردانو برونو وقد تركزت زعامة الحركة الفلسفية في هذه الفترة في ايطاليا حيث توجد النصوص اللاتنيية واليونانية التي كانت محورا للتفلسف خلال هذا الشطر الاول من هذا العصر هذا بالاضافة الي ما كان قد تجمع في هذه المنطقة خلال هذه الفترة من رصيد علمي حديث متواضع أسهم فيه الرعيل الأول من علماء إيطاليا بنصيب وافر.
الفترة الثانية : وتستمر من 1600 الي 1690م وهذا العصر هو العصر المزدهر الذي ذاعت فيه فلسفة كل من فرانسيس بيكون وتوماس هويز في انجلترا ثم فلسفة ديكارت واسبينوزا في القارة.
وقد قلد معظم هؤلاء الفلاسفة العلماء الطبيعين المعاصرين لهم سواء في المنهج أو في الاراء العلمية، وقد ساهم بعضهم بالفعل في الحركة العلمية الحديثة وأضاف الشئ الجديد إلى المحصول العلمى فى الرياضة وفى العلم الطبيعى ، وكان هؤلاء الفلاسفة المحدثون الأوائل يؤمنون جميعاً بقيمة الفلسفة وأثرها فى الناحية العلمية ويرون أن وظيفة الفلسفة الأولى هى الكشف عن طبيعة الواقع وأنها تستطيع أن تثبت قدرتها وفاعليتها فى هذه الناحية.
وعلى الرغم من اهتمام فلاسفة هذه الفترة الثانية من عصر النهضة بالحركة العلمية فى إبانها إلا أن بعضهم قد حاول محاولة جدية لإحكام الصياغة المذهبية فوضع مذاهب كاملة متسقة وذلك مثل ليبنتز.
وعلى الرغم من أن هذه الفترة تنتهى تاريخياً سنة 1690 إلا أن بعض فلاسفتها مثل ديكارت استمر تأثيرهم الكبير على كثير من الفلاسفة حتى القرن العشرين.
2- المرحلة الثانية : أما المرحلة الثانية من المراحل الرئيسية لتطور الفلسفة الحديثة فهى مرحلة عصر الإثارة وتبدأ هذه المرحلة بنشر كتاب لوك سنة 1690 " مقال فى العقل الإنسانى " ، ونجد من كبار المفكرين فى هذه المرحلة غير لوك فى انجلترا روسو وفولتير من فرنسا ولم يكن هؤلاء الفلاسفة من النوع الذى يجيد صياغة المذهب الفلسفى الكامل كسابقيهم وكانوا يعتقدون أن النوع الإنسانى هو الجدير بالدراسة الفلسفية والعلمية وليس الكون والوجود كما كان يفعل المدرسيون وفلاسفة عصر النهضة وقد كان هؤلاء المفكرون بما أذاعوه من النقد والشك فى المعرفة من أقوى عوامل الهدم للخرافات والأساطير .
ومن الناحية السياسية كان هؤلاء الفلاسفة من المدافعين الأقوياء عن الحرية الفردية وحقوق الإنسان ، وقد تأثر تفكيرهم فى ذلك بالثورة الإنجليزيةسنة 1688 وكان إنتاجهم الفكرى ذا تاثير بالغ فى العالم الغربى ويعد هذا الانتاج أحد الأسباب الفكرية لقيام الثورة الأمريكية سنة 1776 والثورة الفرنسية سنة 1789 وقد وجد بعض المؤرخين أن أن هذه المرحلة الثانية من مراحل الفلسفة الحديثة تنتهى سنة 1781 أى حينما بدأت حركة فكرية جديدة فى ألمانيا وهى الحركة الرومانطيقية ، ولكن الواقع أنه لا يمكننا أن نضع تاريخاً معينا لانتهاء هذه المرحلة الثانية لأن عصر الإنارة يمتد خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك عند المفكرين من أمثال جيرمن بتنام وأوجست كونت فى القرن التاسع عشر ثم وليم جيمس فى القرن العشرين.
3 – المرحلة الثالثة: وهى المرحلة المثالية ويؤرخ لهذه المرحلة ابتداء من ظهور كتاب كانت " نقد العقل الخالص " سنة 1781 وتنتهى هذه المرحلة بوفاة هيجل سنة 1831.
وقد ظهرت فى هذه المرحلة أصالة الفكر الألمانى وعمقه ، ويلاحظ بصفة عامة أن التيارات الفلسفية فى هذه المرحلة كانت تتجه فى مجملها إلى تفسير الوجود تفسيراً روحياً وإعتبار الكون تعبيراً عن نشاط أو فاعلية روح كلية أو عقل كلى . وقد كان لهذه السمة الغالبة على إنتاج هذه المرحلة الفلسفية تأثيراً كبيرا على الأدب والشعر بصفة خاصة ، ولهذا فقد صاحبت هذا التيار الروحى الفلسفى تيارات الحركة الرومانطيقية الكبرى فى الأدب حيث بلغت القمة عند جوته وشللر وغيرهما ، وعند شعراء الإنجليز من أمثال ودورث وشيلى وكولردج ، وأيضاً فى أمريكا عند إميرسن ، وكان هؤلاء الشعراء والأدباء يعبرون فى الغالب عن أفكار وأراء الفلاسفة الألمان فى هذه المرحلة الرومانطيقية التى كان لها أبلغ الأثر فى تشكيل حياة البشر وأرائهم الفلسفية والفنية.
وقد استمر تأثير النزعة المثالية فى الفلسفة حتى نهاية القرن التاسع عشر ولا سيما فى انجلترا عند برادلى مثلاً فى إيطاليا عند كراتشى ومدرسته.
وقد اتفق مؤرخو الفلسفة على تسمية الفترة التى تلت وفاة هيجل بمرحلة الفلسفة المعاصرة وفى هذه المرحلة المعاصرة نجد تيارات فكرية تنحدر من مختلف التيارات الفلسفية السابقة غير أننا نجد فكرة هامة لها السيطرة والغلبة فى هذه الحقبة المعاصرة وهى فكرة التطور وقد أصبح لفكرة التطور هذه من الناحية الفكرية تأثير كبير على الفكر الفلسفى المعاصر ، وتدخلت فى مختلف العلوم كعلم الفلك وعلم طبقات الأرض وعلم الأحياء وقد كان لهذه الفكرة الجديدة أيضاص أثر واضح المعالم فى مناهج التفسير العلمى للتاريخ وفى سائر المناهج العلمية الأخرى فلم يقتصر تأثيرها على العلوم التى تدرس الكائنات الحية وحدها كما قد يفهم من التطورية الداورنية وإذن فحركة التطور هذه أصبحت أساساً لكل تفسير سواء كان علمياً أم فنياً.
ويلاحظ بصفة عامة أن الفلسفة الواقعية الجديدة والفلسفة البراجماتية قد أحرزتا مزيدا من الذيوع والانتشار ولاسيما في انجلترا وامريكا. هذا بالاضافة الي ظهور مدرسة التحليل المنطقي عند جرين ومور وبرتراندرسل وغيرهم في انجلترا.
واما في فرنسا وألمانيا فإننا نجد تيارات شتي متعارضة أو متداخلة او رسوبية وذلك كمذهب الظواهر عند هوسرل وتلميذه هيدجر الذي تفاعلت في فلسفته آراء مذهب الظواهر وتيارات الفكر الوجودي، ثم نجد الوجوديين من امثال كيركجارد الدانماركي وجبريل مارسيل وجان بول سارتر ومرلوبونتي علي اختلاف نزعاتهم بين الايمان والالحاد.
ثم نجد في فرنسا ايضا تيارا آخر يعد تجديدا للمذهب الروحي ويتمثل في موقف كل من إيميل بوترد وهنري برجسون وعلي هذا يمكن أن حدد مراحل تطور الفلسفة الحديثة كما يلي:
1- عصر النهضة وينقسم الي فترتين
أ- الفترة الانسانية: وتبدأ من سنة 1453م لتنتهي بوفاة جيوردانوبرونوً 1600م.
ب- فترة العلم الطبيعي: وتبدأ من سنة 1600م وتستمر الي سنة 1690م ويبرز فيها بيكون وهوبز وديكارت وسبينورا وليبنز.
2-عصر الانارة : ويبدأ من سنة 1960م ويستمر الي سنة 1781م ونجد في هذا العصر لوك وباركلي وهيوم.
3-عصر المثالية: من سنة 1781 ويستمر الي سنة 1831م ويمثل العصر إيمانويل كانت وفخته وهيجل.
4-المرحلة المعاصرة: وتبدأ من سنة 1831 وتستمر الي وقتنا هذا، ونجد في هذه المرحلة شوبنهاور وأوجست كونت وجون ستيوارت ميل وهربرت سبنسر ونيتشه ورويس ووليم جيمس وسنتيانا وبرجسون وصمويل الكسندر وهوسرل وكيركجارد وهيدجروسارتر وجبريل مارسيل وميرلوبونتي ورسل وجرين ومور وبرادلي وبوزنكيت وكروتشي وإيوبر وويزدوم...ألخ
لا يمكن أن نحدد بالضبط تاريخيا معينا لانتهاء الفلسفة المدرسية وان نعين بدقة تاريخا آخر نحدد فيه بداية الفلسفة الحديثة، وذلك من ناحيتين:-
الناحية الأولي:- أن التيارات الفكرية لا يمكن أن تحدد بتاريخ معين محدود لأنها تيارات متداخلة متشابكة وليست كالحوادث والوقائع التاريخية التي تحدد بزمان ومكان معينين.
الناحية الثانية :- نجد ان الفلسفة القديمة والفلسفة المدرسية لا زالتا بالفعل يؤثر كل منهما في الفكر الحديث بل وفي الفكر المعاصر، فمثلا المدرسة التومية الجديدة وهي التي تحيي آراء القديس توما في العصر الحديث، ولا زال لها اتباع في هذا النصف الاخير من القرن العشرين وأن اتباعها يحاولون تطويرها بحيث تتمشي مع الاتجاهات الفكرية الفلسفية المعاصرة. وكذلك الحال فيما يختص بالموقف الفلسفي القائم حول المعتقدات البروتستانتية.
وإذن فثمة رواسب مدرسية لا تزال تعمل اثرها في تيارات الفلسفة الحديثة والمعاصرة، وكان من الممكن القول بأن الفلسفة الحديثة قد بدات حينما حاول مفكر مثل روجربيكون ان يفكر بطريقة مستقلة متحررا من الآراء السابقة والمعتقدات الدينية. ولكن بيكون هذا بالرغم انه نقل الي العالم الغربي التجربة العربية العلمية في مجال العلم والفلسفة، ورغم أنه نقل المنهج العربي العلمي أو خلاصة المنهج الاسلامي في الطبيعة أو في الفلك أو في غير ذلك من العلوم كما فعل ذلك أيضا غيره من السابقين عليه من المدرسيين بحيث كان هذا كله الاساس الوطيد الذي أقام عليه كل من فرنسيس بيكون وديكارت فيما بعد طريقتهما المنهجية والعلمية، ورغم هذا كله فإنه يقال إن روجر بيكون لم يكون له تأثير كبير علي المعاصرين له أو الملاحقين له، ولهذا لا يمكن أن نؤرخ البداية الفعلية للفلسفة الحديثة بمذهب روجر بيكون.
ومن الممكن أيضا ان تعد حركة إحياء افلاطون عند المفكرين الايطالين في فلورنسا بداية للتفلسف الحديث. فقد حاول هؤلاء الافلاطونيون أن يفسروا نصوص أفلاطون علي ضوء الفكر اليوناني الأصيل متحررين من الفلسفة المدرسية التي كانت تفسر النصوص الافلاطونية تفسيرا دينيا. وربما كان من الممكن أيضا بناء علي هذا الرأي أن نحدد تاريخا معينا لبداية الفلسفة الحديثة بطريقة تحكمية تعسفية، فنؤرخ لها بسقوط القسطنطينية علي يد الاتراك حينما هاجر من بقي من علما بيزنطية اليونان الي ايطاليا وبدأوا مع الافلاطونوين في فلورنسا حركة جديدة لبعث الفكر اليوناني في جملته غير مقتصرين علي افلاطون وحده. وهذه الحركة حركة احياء التراث القديم في عصر النهضة كانت تعني تنقية النصوص الكلاسيكية في الفلسفة اليونانية من الشوائب الهللينية والمدرسية علي السواء، تلك الشوائب التي أقحمها الشراح السريان والمدرسيين علي النصوص اليونانية والتي جاء غيرها نتيجة التفاعل الذي تم بين النحل الدينية والصوفية كالغنوصية والهللينية والصابئية، تلك النحل التي كان يموج بها الشرق الأوسط في الفترة التي تلت عصر الانارة اليوناني مع ما تاثرت به هذه المذاهب اليونانية من آراء شرقية ودينية وغير ذلك.
وإذن فحركة الاحياء حركة رجوع الي المنابع الاصلية للفلسفة اليونانية وتحظ لهذه الفترة الطويلة التي شوهت فيها الفلسفة اليونانية.
وكان هناك عنصر جديد في هذهالحركة يتمثل في ظهور النصوص المترجمة الي اللاتنية عن العربية من مدرسة طليطلة ومن جنوبي فرنسا حول تولوز وكذلك من شمالي ايطاليا حيث كانت قد نشطت حركة النقل من العربية الي اللاتنية منذ القرن الحادي عشر الي القرن الثالث عشر فوضعت النصوص والترجمات اللاتينية التي جاءت عن العربية في مقابل النصوص الاصلية وأصبحت هناك ثلاثة مصادر للاصل اليوناني: الأصل الذي نقله العلماء الفارون من بيزنطة بعد الفتح، والنص اللاتيني المدرسي ثم النص العربي، ولهذا فقد كانت حركة التنقية هذه بمثابة دراسة مقارنة للتراث اليوناني.
يمكن إذن بناء علي هذا الراي التحكمي الذي سقناه (وهو بداية التفلسف الحديث تتفق مع تأريخ بداية الواقع التاريخية الحديثة بسقوط القسطنطية) أن نقسم المراحل الفلسفية الي ثلاث:
1- المرحلة الأولي : وتبدأ من سنة 1453 م وتسمي بعصر النهضة وتنقسم هذه المرحلة الي فترتين:
الاولي وتسمي الفترة الانسانية : وتبدأ من سنة 1453م وتستمر الي سنة 1600 اي الي تاريخ وفاة جيوردانو برونو وقد تركزت زعامة الحركة الفلسفية في هذه الفترة في ايطاليا حيث توجد النصوص اللاتنيية واليونانية التي كانت محورا للتفلسف خلال هذا الشطر الاول من هذا العصر هذا بالاضافة الي ما كان قد تجمع في هذه المنطقة خلال هذه الفترة من رصيد علمي حديث متواضع أسهم فيه الرعيل الأول من علماء إيطاليا بنصيب وافر.
الفترة الثانية : وتستمر من 1600 الي 1690م وهذا العصر هو العصر المزدهر الذي ذاعت فيه فلسفة كل من فرانسيس بيكون وتوماس هويز في انجلترا ثم فلسفة ديكارت واسبينوزا في القارة.
وقد قلد معظم هؤلاء الفلاسفة العلماء الطبيعين المعاصرين لهم سواء في المنهج أو في الاراء العلمية، وقد ساهم بعضهم بالفعل في الحركة العلمية الحديثة وأضاف الشئ الجديد إلى المحصول العلمى فى الرياضة وفى العلم الطبيعى ، وكان هؤلاء الفلاسفة المحدثون الأوائل يؤمنون جميعاً بقيمة الفلسفة وأثرها فى الناحية العلمية ويرون أن وظيفة الفلسفة الأولى هى الكشف عن طبيعة الواقع وأنها تستطيع أن تثبت قدرتها وفاعليتها فى هذه الناحية.
وعلى الرغم من اهتمام فلاسفة هذه الفترة الثانية من عصر النهضة بالحركة العلمية فى إبانها إلا أن بعضهم قد حاول محاولة جدية لإحكام الصياغة المذهبية فوضع مذاهب كاملة متسقة وذلك مثل ليبنتز.
وعلى الرغم من أن هذه الفترة تنتهى تاريخياً سنة 1690 إلا أن بعض فلاسفتها مثل ديكارت استمر تأثيرهم الكبير على كثير من الفلاسفة حتى القرن العشرين.
2- المرحلة الثانية : أما المرحلة الثانية من المراحل الرئيسية لتطور الفلسفة الحديثة فهى مرحلة عصر الإثارة وتبدأ هذه المرحلة بنشر كتاب لوك سنة 1690 " مقال فى العقل الإنسانى " ، ونجد من كبار المفكرين فى هذه المرحلة غير لوك فى انجلترا روسو وفولتير من فرنسا ولم يكن هؤلاء الفلاسفة من النوع الذى يجيد صياغة المذهب الفلسفى الكامل كسابقيهم وكانوا يعتقدون أن النوع الإنسانى هو الجدير بالدراسة الفلسفية والعلمية وليس الكون والوجود كما كان يفعل المدرسيون وفلاسفة عصر النهضة وقد كان هؤلاء المفكرون بما أذاعوه من النقد والشك فى المعرفة من أقوى عوامل الهدم للخرافات والأساطير .
ومن الناحية السياسية كان هؤلاء الفلاسفة من المدافعين الأقوياء عن الحرية الفردية وحقوق الإنسان ، وقد تأثر تفكيرهم فى ذلك بالثورة الإنجليزيةسنة 1688 وكان إنتاجهم الفكرى ذا تاثير بالغ فى العالم الغربى ويعد هذا الانتاج أحد الأسباب الفكرية لقيام الثورة الأمريكية سنة 1776 والثورة الفرنسية سنة 1789 وقد وجد بعض المؤرخين أن أن هذه المرحلة الثانية من مراحل الفلسفة الحديثة تنتهى سنة 1781 أى حينما بدأت حركة فكرية جديدة فى ألمانيا وهى الحركة الرومانطيقية ، ولكن الواقع أنه لا يمكننا أن نضع تاريخاً معينا لانتهاء هذه المرحلة الثانية لأن عصر الإنارة يمتد خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك عند المفكرين من أمثال جيرمن بتنام وأوجست كونت فى القرن التاسع عشر ثم وليم جيمس فى القرن العشرين.
3 – المرحلة الثالثة: وهى المرحلة المثالية ويؤرخ لهذه المرحلة ابتداء من ظهور كتاب كانت " نقد العقل الخالص " سنة 1781 وتنتهى هذه المرحلة بوفاة هيجل سنة 1831.
وقد ظهرت فى هذه المرحلة أصالة الفكر الألمانى وعمقه ، ويلاحظ بصفة عامة أن التيارات الفلسفية فى هذه المرحلة كانت تتجه فى مجملها إلى تفسير الوجود تفسيراً روحياً وإعتبار الكون تعبيراً عن نشاط أو فاعلية روح كلية أو عقل كلى . وقد كان لهذه السمة الغالبة على إنتاج هذه المرحلة الفلسفية تأثيراً كبيرا على الأدب والشعر بصفة خاصة ، ولهذا فقد صاحبت هذا التيار الروحى الفلسفى تيارات الحركة الرومانطيقية الكبرى فى الأدب حيث بلغت القمة عند جوته وشللر وغيرهما ، وعند شعراء الإنجليز من أمثال ودورث وشيلى وكولردج ، وأيضاً فى أمريكا عند إميرسن ، وكان هؤلاء الشعراء والأدباء يعبرون فى الغالب عن أفكار وأراء الفلاسفة الألمان فى هذه المرحلة الرومانطيقية التى كان لها أبلغ الأثر فى تشكيل حياة البشر وأرائهم الفلسفية والفنية.
وقد استمر تأثير النزعة المثالية فى الفلسفة حتى نهاية القرن التاسع عشر ولا سيما فى انجلترا عند برادلى مثلاً فى إيطاليا عند كراتشى ومدرسته.
وقد اتفق مؤرخو الفلسفة على تسمية الفترة التى تلت وفاة هيجل بمرحلة الفلسفة المعاصرة وفى هذه المرحلة المعاصرة نجد تيارات فكرية تنحدر من مختلف التيارات الفلسفية السابقة غير أننا نجد فكرة هامة لها السيطرة والغلبة فى هذه الحقبة المعاصرة وهى فكرة التطور وقد أصبح لفكرة التطور هذه من الناحية الفكرية تأثير كبير على الفكر الفلسفى المعاصر ، وتدخلت فى مختلف العلوم كعلم الفلك وعلم طبقات الأرض وعلم الأحياء وقد كان لهذه الفكرة الجديدة أيضاص أثر واضح المعالم فى مناهج التفسير العلمى للتاريخ وفى سائر المناهج العلمية الأخرى فلم يقتصر تأثيرها على العلوم التى تدرس الكائنات الحية وحدها كما قد يفهم من التطورية الداورنية وإذن فحركة التطور هذه أصبحت أساساً لكل تفسير سواء كان علمياً أم فنياً.
ويلاحظ بصفة عامة أن الفلسفة الواقعية الجديدة والفلسفة البراجماتية قد أحرزتا مزيدا من الذيوع والانتشار ولاسيما في انجلترا وامريكا. هذا بالاضافة الي ظهور مدرسة التحليل المنطقي عند جرين ومور وبرتراندرسل وغيرهم في انجلترا.
واما في فرنسا وألمانيا فإننا نجد تيارات شتي متعارضة أو متداخلة او رسوبية وذلك كمذهب الظواهر عند هوسرل وتلميذه هيدجر الذي تفاعلت في فلسفته آراء مذهب الظواهر وتيارات الفكر الوجودي، ثم نجد الوجوديين من امثال كيركجارد الدانماركي وجبريل مارسيل وجان بول سارتر ومرلوبونتي علي اختلاف نزعاتهم بين الايمان والالحاد.
ثم نجد في فرنسا ايضا تيارا آخر يعد تجديدا للمذهب الروحي ويتمثل في موقف كل من إيميل بوترد وهنري برجسون وعلي هذا يمكن أن حدد مراحل تطور الفلسفة الحديثة كما يلي:
1- عصر النهضة وينقسم الي فترتين
أ- الفترة الانسانية: وتبدأ من سنة 1453م لتنتهي بوفاة جيوردانوبرونوً 1600م.
ب- فترة العلم الطبيعي: وتبدأ من سنة 1600م وتستمر الي سنة 1690م ويبرز فيها بيكون وهوبز وديكارت وسبينورا وليبنز.
2-عصر الانارة : ويبدأ من سنة 1960م ويستمر الي سنة 1781م ونجد في هذا العصر لوك وباركلي وهيوم.
3-عصر المثالية: من سنة 1781 ويستمر الي سنة 1831م ويمثل العصر إيمانويل كانت وفخته وهيجل.
4-المرحلة المعاصرة: وتبدأ من سنة 1831 وتستمر الي وقتنا هذا، ونجد في هذه المرحلة شوبنهاور وأوجست كونت وجون ستيوارت ميل وهربرت سبنسر ونيتشه ورويس ووليم جيمس وسنتيانا وبرجسون وصمويل الكسندر وهوسرل وكيركجارد وهيدجروسارتر وجبريل مارسيل وميرلوبونتي ورسل وجرين ومور وبرادلي وبوزنكيت وكروتشي وإيوبر وويزدوم...ألخ
لفلسفة الحديثة المعاصرة
لقد اصطلح المؤرخون على أن عام 1831 وهو العام الذى توفى فيه هيجل يعد
البداية التقريبية للفلسفة المعاصرة.
ونحن لا نستطيع الجزم بأن الفكر الفلسفى المعاصر قد تميز بطابع فريد يختلف كثيراً عن الفكر الحديث فى جملته فنحن نلمس فى المذاهب المعاصرة انطوائها على معظم التيارات الفلسفية القديمة والحد\يثة على السواء مع حساب حصيلة الفكر التى تنمو بالتدريج خلال التطورات التاريخى لحضارة الإنسان ولكنا نلاحظ من ناحية أخرى أن هذه الفترة المعاصرة تتميز بالنزعة التطورية وسيطرة مقولة التطور منذ القرن التاسع عشر فى ميادين العلم والفلسفة على السواء وبصفة خاصة فى مجال التفسير التاريخى .
وعلى أية حال فإن فلاسفة المعاصرين منذ هيجل اتجهو ا فى الغالب إلى تناول نفس المشكلات الفلسفية التى تناولها الفلسفة الحديثة ولكنهم انتجوا بها مناحى خاصاً على ضوء التجربة وقد تأثروا فى هذه الناحية بالاكتشاف العظيمة التى تمت فى مجال العلوم الطبيعية وكذلك بالتغيرات المتلاحقة التى طرأت على الحياة الإجتماعية كنتيجة للإنقلاب الصناعى وللثورات الاجتماعية والسياسية.
ومه هذا فإننا يجب أن نلاحظ أنه ليس ثمت اتفاق بين الفلاسفة على الصلة التى ينبغى أن تكون قائمة بين الفلسفة والعلم على ضوء الإنجازات العلمية التى تم تحقيقها فى هذه الأيام.
فقد رأى بعض الفلاسفة أنه حتى فى مجال العلوم التى تتطلب الدقة التامة فى مباحثها مثل الرياضيات والطبيعة والكيمياء وعلم الأحياء إلى حد ما حتى فى مجال هذه العلوم التى أحرزت تقدماً كبيراً بفضل استخدامها للمقاييس الكمية فإن ما تمدنا به فروض وإيحاءات حول موضوعاتها التى تخضع للقياس لايمكن بحال أن يعطينا حلولا حاسمة تسمح لنا بأن ندرك الطبيعة النهائية للموضوعات.
وبالإضافة إلى هذا فإن الكثير من هذه الفروض العلمية التى كان من الممكن أن تكون ذات دلالة من الناحية الفلسفية ظلت تتغير كل عشرين عاماً أو فى زمن أقل من هذا ولهذا فإننا نجد بعض المثاليين لامعاصرين الذين لم يجادلو العلماء فى ميادين بحثهم ينكرون على البحث العلمى استطاعته الوصول إلى معرفة تامة بطبيعة الواقع ومن ثم فهم يرون أن قصارى ما يصل إلية العلم هو أن يعطينا رمزا نفعية عن الموضوعات يمكن استخدامها في المجال التطبيقي فحسب إذ هي نظرات جزئية لا يمكن مجال أن تعطينا صورة كاملة شاملة ومحيطة بامور الواقع وبناءا علي هذا فان بعض الفلاسفة الذين اتخذاوا هذا الموقف ظلوا الي وقتنا هذا يتناولون مشكلات الفلسفة بنفس الاساليب التي تناولها بها قدماء الفلاسفة مع اضافة ما تتطلبه روع العصر وتطور الفكر الانساني.
وإذا كان المثاليون يقفون من العلم الحديث هذا الموقف المعادي الواضح فإننا نجد الطرف الآخر المقابل فريقا آخر من الفلاسفة مثل الوضعيين والبراجماسيين والواقعيين هؤلاء اعتقدوا ان مناهج البحث العلمي المطبقة في مجال العلوم هي وحدها المناهج الصحيحة والتي يجب التعويل عليها في أي بحث فلسفي. فكل ما لا نعرفه عن طريق هذه المناهج تستحيل علينا معرفته علي وجه الاطلاق. وعلي هذا فالميتافيزيقا متنعة وهي خرافة كما يقولون.
وإذا استبعدنا الميتافزيقا فما الذي يبقي في نطاق الفلسفة؟ يقول هؤلاء إن علي الفيلسوف ينحصر في دراسة مناهج العلوم ووضعها ومحاولة استخدامها في الميادين التي لازالت في دائة الفلسفة مثل المنطق والاخلاق. وعليالفلسفة في نظرهم ان تتصدي للغة التي يستخدمها الفلاسفة فتقوم بتحليلها واستبعاد جميع الالفاظ التي لايوجد لها مدلول علمي او حسي مثل فكرة النفس أو الأنا وغيرها من الافكار الفلسفية. وهذا موقف مدرسة التحليل المنطقي بالذات.
ومن ثم فغن الفلسفة قد أصبحت ذيلا للعلم تقفو أثره وتلتزم بحدوده وتدعي لذلك انها فلسفة علمية مع أن القول بوجود فلسفة علمية قول متناقض يقوم علي الملاحظة والتجربة واستخدام منهج الاستقراء فإن الفلسفة لا يمكن أن تسير في نفس الطريق بل إنها يجب أن تستمر في استخدام منهج الاستدلال القائم علي التأمل. وقد تم فهم هذا فريق من المعاصرين وجعلوا الخلوة الي الذات والتأمل شرطا أساسيا للتفلسف.
وقد أثار هذا الموقف الواضعي المتزمت ثاثرة كثير من الفلاسفة فهب فريق منهم للدفاع عن الفلاسفة ودورها الهام الذي تلعبه في مضمار الحضارة الإنسانية فنجد هوسرل صاحب مذهب الظواهر يثور ثورة عنيفة علي أمثال هذه المذاهب ويرفض ان يجعل الفلسفة ذيلا للعلم بل يتقدم في مشروع إصلاحه الفلسفي لكي يجعل العلم تابعا للفلسفة بحيث تصبح الفلسفة مرشدة للعلم وملهمة له وقائدة لتقدمه. ويبين هوسرل في وضوح تام أن أعظم ميزة للفكر الفلسفي هي ما يسميه بالتوقف او تعليق الحكم أو وضع الوجود الواقعي للاشياء بين قوسين حيث تظهر القيمة النقدية والشك البناء للعقل الفلسفي الذي يدرس الموضوعات كما تبدو في الشعور ويوضح الظواهر ويرتبها بكل دقة حتي يعرف طبيعتها الحقة الثابتة التي تؤدي الي قيام علوم جديرة بهذا الاسم كالرياضيات.
علي أن فريقا من الوضعيين والتطوريين امثال كونت وسبنسر لم ينهجوا نفس النهج الذي سار فيه التجربيون والوضعيون المتزمتون فقد اختلطت أراءهم بالفلسفة فنري كونت وكذلك سبنسر يضعان تصنيفا للعلوم وكذلك يحاول كل منهما وضع نظرية تركيبية عريضة في المعرفة. وهذا النوع من العمل الفلسفي لا يمكن بالطبع أن يتم أنجازه في معامل العلماء ومختبراتهم وهذا يعني أن فريقا من بين أصحاب النزعات التجربية للمعرفة ظل أمينا علي المسار التقليدي للتراث الفلسفي في مرحلة من أشد المراحل التجربية تزمتا اي في غضون القرن التاسع عشر.
وكذلك نجد فلاسفة مثل وليم جيمس وبرجسون يجعلون العلم نقطة بداية فلسفاتهم ولكنهم لا يجعلونه نقطة النهاية في مواقفهم إذ أنهم يرون أن الفلسفة تستطيع أن تعرض لتأملات مستفيضة وتركيبية عن الطبيعة النهائية للكون وعن مركز الإنسان فيه مع احترام حصيلة العم المعاصر وفروضه المثمرة.
ويلاحظ ان التغيرات الاجتماعية والسياسية في القرن 19 كان لها أثرها الكبير في مجهودات الفلاسفة المعاصرين الذين هيوا لصياغة نظم جديدة اجتماعية وسياسية لكي يحققوا عن طريقها حياة أفضل للنوع الانساني فنشات بفضلهم علوم كثيرة هامة مثل علم الاقتصاد وعلم السياسة والاجتماع وعلم النفس والتربية وأصبحت لهذه العلوم نظمها الخاصة بها والمستقلة عن الفلسفة.
علي أننا يجب أن نلاحظ أمرا خطيرا حدث مع بداية القرن العشرين وهو أن الازمات الاجتماعية والسياسية والثورات والحروب التي عاناها الانسان في هذه الفترة قد خلقت نوعا من الحيرة والقلق والضياع في نفوس البشر هذا بالاضافة الي ما تخلف عن الثورة الصناعية من استحكام روح التزمت التجريبي وسيطرة النزعة الالية الامر الذي ادي الي ازدياد شعور الانسان بضالته في مواجهة التطور العلمي الضخم وسيطرة الالات الصناعية علي جميع مرافق الحياة الانسانية.
هذه الامور كان لها تاثير علي القيم الانسانية الروحية والاخلاقية حيث أخذ مركزها يتضاءل بين الناس فكان لذلك تاثيره علي مفهوم الحرية وممارستها وكذلك علي المفاهيم الاخلاقية والدينية بوجه عام.
وكان أن ظهرتيار الفكر الوجودي منذ كير كجارد كصيحة الم انسانية وكثورة صارخة ضد النظم الالية والمطلقة التي تكبل حرية الانسان فحمل الوجوديون رسالة التدعيم لحرية الانسان ممثلا في افراده فالحرية في نظرهم هي المعني المساوق للوجود.
أما رد الفعل الروحي والاخلاقي علي النزعات التجربية والوضعية المتزمته فقد تمثل في مذهب إميل بوترو وفي مذهب تلميذه هنري برجسون فليست البرجونسونسة سوي ثورة عنيفة ضد المذاهب المادية التي سيطرت علي الفكر الفلسفي خلال القرن التاسع عشر وفي مطلع القرن العشرين. وسنتكتفي في هذا البحث عن الفلسفة المعاصرة باستعراض موقف برجسون كممثل لهذه النزعة.
ونحن لا نستطيع الجزم بأن الفكر الفلسفى المعاصر قد تميز بطابع فريد يختلف كثيراً عن الفكر الحديث فى جملته فنحن نلمس فى المذاهب المعاصرة انطوائها على معظم التيارات الفلسفية القديمة والحد\يثة على السواء مع حساب حصيلة الفكر التى تنمو بالتدريج خلال التطورات التاريخى لحضارة الإنسان ولكنا نلاحظ من ناحية أخرى أن هذه الفترة المعاصرة تتميز بالنزعة التطورية وسيطرة مقولة التطور منذ القرن التاسع عشر فى ميادين العلم والفلسفة على السواء وبصفة خاصة فى مجال التفسير التاريخى .
وعلى أية حال فإن فلاسفة المعاصرين منذ هيجل اتجهو ا فى الغالب إلى تناول نفس المشكلات الفلسفية التى تناولها الفلسفة الحديثة ولكنهم انتجوا بها مناحى خاصاً على ضوء التجربة وقد تأثروا فى هذه الناحية بالاكتشاف العظيمة التى تمت فى مجال العلوم الطبيعية وكذلك بالتغيرات المتلاحقة التى طرأت على الحياة الإجتماعية كنتيجة للإنقلاب الصناعى وللثورات الاجتماعية والسياسية.
ومه هذا فإننا يجب أن نلاحظ أنه ليس ثمت اتفاق بين الفلاسفة على الصلة التى ينبغى أن تكون قائمة بين الفلسفة والعلم على ضوء الإنجازات العلمية التى تم تحقيقها فى هذه الأيام.
فقد رأى بعض الفلاسفة أنه حتى فى مجال العلوم التى تتطلب الدقة التامة فى مباحثها مثل الرياضيات والطبيعة والكيمياء وعلم الأحياء إلى حد ما حتى فى مجال هذه العلوم التى أحرزت تقدماً كبيراً بفضل استخدامها للمقاييس الكمية فإن ما تمدنا به فروض وإيحاءات حول موضوعاتها التى تخضع للقياس لايمكن بحال أن يعطينا حلولا حاسمة تسمح لنا بأن ندرك الطبيعة النهائية للموضوعات.
وبالإضافة إلى هذا فإن الكثير من هذه الفروض العلمية التى كان من الممكن أن تكون ذات دلالة من الناحية الفلسفية ظلت تتغير كل عشرين عاماً أو فى زمن أقل من هذا ولهذا فإننا نجد بعض المثاليين لامعاصرين الذين لم يجادلو العلماء فى ميادين بحثهم ينكرون على البحث العلمى استطاعته الوصول إلى معرفة تامة بطبيعة الواقع ومن ثم فهم يرون أن قصارى ما يصل إلية العلم هو أن يعطينا رمزا نفعية عن الموضوعات يمكن استخدامها في المجال التطبيقي فحسب إذ هي نظرات جزئية لا يمكن مجال أن تعطينا صورة كاملة شاملة ومحيطة بامور الواقع وبناءا علي هذا فان بعض الفلاسفة الذين اتخذاوا هذا الموقف ظلوا الي وقتنا هذا يتناولون مشكلات الفلسفة بنفس الاساليب التي تناولها بها قدماء الفلاسفة مع اضافة ما تتطلبه روع العصر وتطور الفكر الانساني.
وإذا كان المثاليون يقفون من العلم الحديث هذا الموقف المعادي الواضح فإننا نجد الطرف الآخر المقابل فريقا آخر من الفلاسفة مثل الوضعيين والبراجماسيين والواقعيين هؤلاء اعتقدوا ان مناهج البحث العلمي المطبقة في مجال العلوم هي وحدها المناهج الصحيحة والتي يجب التعويل عليها في أي بحث فلسفي. فكل ما لا نعرفه عن طريق هذه المناهج تستحيل علينا معرفته علي وجه الاطلاق. وعلي هذا فالميتافيزيقا متنعة وهي خرافة كما يقولون.
وإذا استبعدنا الميتافزيقا فما الذي يبقي في نطاق الفلسفة؟ يقول هؤلاء إن علي الفيلسوف ينحصر في دراسة مناهج العلوم ووضعها ومحاولة استخدامها في الميادين التي لازالت في دائة الفلسفة مثل المنطق والاخلاق. وعليالفلسفة في نظرهم ان تتصدي للغة التي يستخدمها الفلاسفة فتقوم بتحليلها واستبعاد جميع الالفاظ التي لايوجد لها مدلول علمي او حسي مثل فكرة النفس أو الأنا وغيرها من الافكار الفلسفية. وهذا موقف مدرسة التحليل المنطقي بالذات.
ومن ثم فغن الفلسفة قد أصبحت ذيلا للعلم تقفو أثره وتلتزم بحدوده وتدعي لذلك انها فلسفة علمية مع أن القول بوجود فلسفة علمية قول متناقض يقوم علي الملاحظة والتجربة واستخدام منهج الاستقراء فإن الفلسفة لا يمكن أن تسير في نفس الطريق بل إنها يجب أن تستمر في استخدام منهج الاستدلال القائم علي التأمل. وقد تم فهم هذا فريق من المعاصرين وجعلوا الخلوة الي الذات والتأمل شرطا أساسيا للتفلسف.
وقد أثار هذا الموقف الواضعي المتزمت ثاثرة كثير من الفلاسفة فهب فريق منهم للدفاع عن الفلاسفة ودورها الهام الذي تلعبه في مضمار الحضارة الإنسانية فنجد هوسرل صاحب مذهب الظواهر يثور ثورة عنيفة علي أمثال هذه المذاهب ويرفض ان يجعل الفلسفة ذيلا للعلم بل يتقدم في مشروع إصلاحه الفلسفي لكي يجعل العلم تابعا للفلسفة بحيث تصبح الفلسفة مرشدة للعلم وملهمة له وقائدة لتقدمه. ويبين هوسرل في وضوح تام أن أعظم ميزة للفكر الفلسفي هي ما يسميه بالتوقف او تعليق الحكم أو وضع الوجود الواقعي للاشياء بين قوسين حيث تظهر القيمة النقدية والشك البناء للعقل الفلسفي الذي يدرس الموضوعات كما تبدو في الشعور ويوضح الظواهر ويرتبها بكل دقة حتي يعرف طبيعتها الحقة الثابتة التي تؤدي الي قيام علوم جديرة بهذا الاسم كالرياضيات.
علي أن فريقا من الوضعيين والتطوريين امثال كونت وسبنسر لم ينهجوا نفس النهج الذي سار فيه التجربيون والوضعيون المتزمتون فقد اختلطت أراءهم بالفلسفة فنري كونت وكذلك سبنسر يضعان تصنيفا للعلوم وكذلك يحاول كل منهما وضع نظرية تركيبية عريضة في المعرفة. وهذا النوع من العمل الفلسفي لا يمكن بالطبع أن يتم أنجازه في معامل العلماء ومختبراتهم وهذا يعني أن فريقا من بين أصحاب النزعات التجربية للمعرفة ظل أمينا علي المسار التقليدي للتراث الفلسفي في مرحلة من أشد المراحل التجربية تزمتا اي في غضون القرن التاسع عشر.
وكذلك نجد فلاسفة مثل وليم جيمس وبرجسون يجعلون العلم نقطة بداية فلسفاتهم ولكنهم لا يجعلونه نقطة النهاية في مواقفهم إذ أنهم يرون أن الفلسفة تستطيع أن تعرض لتأملات مستفيضة وتركيبية عن الطبيعة النهائية للكون وعن مركز الإنسان فيه مع احترام حصيلة العم المعاصر وفروضه المثمرة.
ويلاحظ ان التغيرات الاجتماعية والسياسية في القرن 19 كان لها أثرها الكبير في مجهودات الفلاسفة المعاصرين الذين هيوا لصياغة نظم جديدة اجتماعية وسياسية لكي يحققوا عن طريقها حياة أفضل للنوع الانساني فنشات بفضلهم علوم كثيرة هامة مثل علم الاقتصاد وعلم السياسة والاجتماع وعلم النفس والتربية وأصبحت لهذه العلوم نظمها الخاصة بها والمستقلة عن الفلسفة.
علي أننا يجب أن نلاحظ أمرا خطيرا حدث مع بداية القرن العشرين وهو أن الازمات الاجتماعية والسياسية والثورات والحروب التي عاناها الانسان في هذه الفترة قد خلقت نوعا من الحيرة والقلق والضياع في نفوس البشر هذا بالاضافة الي ما تخلف عن الثورة الصناعية من استحكام روح التزمت التجريبي وسيطرة النزعة الالية الامر الذي ادي الي ازدياد شعور الانسان بضالته في مواجهة التطور العلمي الضخم وسيطرة الالات الصناعية علي جميع مرافق الحياة الانسانية.
هذه الامور كان لها تاثير علي القيم الانسانية الروحية والاخلاقية حيث أخذ مركزها يتضاءل بين الناس فكان لذلك تاثيره علي مفهوم الحرية وممارستها وكذلك علي المفاهيم الاخلاقية والدينية بوجه عام.
وكان أن ظهرتيار الفكر الوجودي منذ كير كجارد كصيحة الم انسانية وكثورة صارخة ضد النظم الالية والمطلقة التي تكبل حرية الانسان فحمل الوجوديون رسالة التدعيم لحرية الانسان ممثلا في افراده فالحرية في نظرهم هي المعني المساوق للوجود.
أما رد الفعل الروحي والاخلاقي علي النزعات التجربية والوضعية المتزمته فقد تمثل في مذهب إميل بوترو وفي مذهب تلميذه هنري برجسون فليست البرجونسونسة سوي ثورة عنيفة ضد المذاهب المادية التي سيطرت علي الفكر الفلسفي خلال القرن التاسع عشر وفي مطلع القرن العشرين. وسنتكتفي في هذا البحث عن الفلسفة المعاصرة باستعراض موقف برجسون كممثل لهذه النزعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق